وبي محنتان - عبدالحميد كاظم الصائح

وبيْ محنتانْ .... هما :
 
انّكِ بَعْدُ لمْ تُدركي حجمَ جرحي
 
وجرحي
 
وانك ِصائمة ٌ عن عنائي
 
وأني طريد ُالأماكن ِ
 
خوفي دليلي وأرضي ردائي
 
ولي قاتلان ِ, تآخا اليّ
 
الرحيلُ : لأتركَ ظلا كسيحاً لقلبي
 
وحزنا ًمنْ الصمتِ يقضمُ سراً لسانَه ْ,
 
نشيداً يموتْ .
 
وثانيهما في بقائي
 
الملِمُ نهراً تبدّى
 
وشعباً تشرّدْ
 
وموتاً تناثرَ بينَ البيوتْ
 
وبي محنتان
 
خراب ُالبلاد ِالذي ماعرفتِ
 
وانتِ
 
كأن ّالسيوفَ التي أقعدتهْا القرونْ
 
استفاقتْ تطاردٌ ظلا اذا طاردتْها
 
تطاردُ أصلَ الكلام ِوأصلَ التكوّن ِانْ طاردتْها
 
فما أنتِ من ذا الجنون
 
وما أنتِ من حرقةِ – القلب-
 
تلهينَ في زمن ِالموت ِكالأسئله ْ؟
 
وبي محنتان
 
أقولُ : العراقْ
 
وأخشى الصدى يتعقبُني في الأقاصي
 
أريكِ العراقَ فماذا أريكِ
 
وماذا عن الناس ِأخفي ؟
 
وأخفيك َ... أدري
 
بأنكَ نمرُ البراري
 
أصابتْه حمّى الزمانْ
 
وأنكَ تاجُ الجراح
 
ونزفٌ طويلٌ يُذِلُّ الطعانْ
 
وأنكَ واحة ُكلِ الجياع ْ
 
اذا الجوعُ والقحطُ حانْ
 
وأنكَ أبقى من الموتِ
 
كيف ارتضيتَ التلكؤ
 
كيف َارتضيتَ الهوانْ
 
وكيفَ احتملتَ الدخانَ يرابطُ في رئتيكْ
 
وحمّّى المآتمِ قد عطّلت ساعديكْ
 
وأخفيكَ ... عذراً
 
فذي محنة ٌأشعلتني
 
وأخرى
 
اذا اطفا َ القلب َ نسيانُها
 
هاربا منك يشكو اليك
© 2024 - موقع الشعر