ما الغريب؟!!! - فيصل محمد الحجي

ما الغريب؟!!
 
في الذي يحدثُ في سجن الغريبْ؟!!
 
مسرح الأهوال والظلم الرهيبْ!!
 
إنه السجنُ الغريبْ..!
 
ما الغريب؟
 
هل بدا المرأى جديداً؟
 
إنه أمرٌ غريب!!!
 
ذلك السجن الغريق..!
 
هل نسيتم كيف كان
 
من أعاجيب الزمان؟
 
كم بريء سحقتُهُ المطحنة!
 
وعزيزٍ.. أوهنتهُ المَسكنة!
 
كم نجيبٍ غالهُ الزبانية!
 
ويتيمٍ يشتكي مآسيه!
 
كم حبيب غابَ عن عينِ الحبيب!
 
فإذا فاضت من السجن الدماءْ
 
وانجلت فيه أفانين البلاء
 
ما الغريب؟
 
فزنازين العذاب نفسُها!
 
والسياطُ اللاسعاتُ نفسُها!
 
شعبنا انقاد لجبارٍ عتا!
 
إنما الرأسُ تغيّرْ!
 
فأبو جهلٍ مضى
 
وهرقل قد أتى..!
 
ما الغريب؟
 
قد أتوا كي يُنقذونا
 
خدعونا!
 
أغرقوا بغدادَ حُباً!
 
كي يعبّوا من غدير النفط عبا!
 
خدعونا!
 
من وعود كاذباتٍ أشبعونا
 
وإلى السجن القديم أرجعونا..!
 
ما الغريب؟
 
في العراق..!
 
لم يكن (صدام) إلا واحداً!
 
أمريكا بقواها أنجبت
 
ألفَ صدامٍ.. وزادت واحدا!
 
ثم زد ما شئت واحسب صاعدا!
 
ذاكَ جلاد.. وذي جلادة..!
 
ظهر الطغيان حتى في النساء!
 
حين لم يُطفئ تصابيها البغاء!!
 
فاكتوى الأحرار من حقد الإماء!
 
وغدت بغدادنا تنتحب!
 
عضها ثعبانهم والعقرب
 
هكذا أدركت ما معنى الحضارة؟!!
 
إنها ظلمٌ ونهبٌ ودعارة!!!
 
ما الغريب؟!
 
هل غدونا نرفض اليوم المهانة؟
 
إنه أمر غريب!!!
 
هل لنا من سلطة الذل حَصانة؟
 
إنه أمرٌ غريب!!!
 
يوم كنا في دُجا الأرحامِ وافتنا القيود
 
هكذا أوصى اليهود!
 
كل أم لم تلد إلا العبيد..!
 
أرضعتنا من حليب الذل أثداء الخدم!
 
ما تعلمنا من القول سوى قول (نعم)!
 
ونسينا (لا)!
 
أن (لا) الحمقاء من قول العَجم!
 
نحن نعتزُّ بأنا عربٌ!
 
أترانا نرتضي قولَ العَجَم!!!؟
 
وانمحت أسطورة العز التليد!
 
فاسترحنا وأرحنا الذاكرة!
 
وانجذبنا للدروس الماكرة!!
 
حيث لا نسمعُ عن أمجاد –عفواً- عن أساطير العرب!
 
وجهادِ المسلمين..!
 
وخشيناها كما نخشى الجَرَب!
 
ربما ملنا إلى الفعل الحرام!
 
ربما ننحاز للإرهاب في دنيا السلام!!
 
قل لهم: في مطبخ (التطبيع) ما أشهى الغذاء!
 
إن رأيت (العلج) قم.. قم ورحّب بسخاء!
 
إنما الدارُ لهم!
 
أنا أو أنتَ على أعتاب داري نُزلاء
 
إنني في وطني الغالي غريب!
 
فإذا حملقتَ في سجن (الغريب)
 
ورأيتَ السوطَ يقتاتُ الضحايا
 
ورأيت النارَ تشوي وتُذيب!
 
وعلا صوتُ النحيب!
 
ما الغريب؟
 
هل رأيتَ الضبَّ يوماً يتعالى في السماء؟
 
هل رأيتَ الفأرَ في الغابِ تحدّى الأقوياء؟
 
هل رأيتَ الشاةَ ترمي الذنبَ بالسيف المضاء؟
 
كيف ترجو من شعوب أن تخوض المعمعة؟
 
وأبو جهل على أكتافها يجلدُها بالمقرعة؟
 
وبدا (كسرى) معه؟!
 
ما الغريب؟
 
قال لي السجانُ يوماً:
 
إن هذا ليس سجناً!!
 
إنه مشفى ومنبر!!
 
إنه جامعة (الإصلاح).. فافخر!!
 
والأطباء –لكل الناس- عسكر!
 
قلتُ: إن السجن عارٌ.. إنه:
 
وصمة العارِ على وجهِ (المُهيب)!
 
وصمة العارِ على وجهِ (الطبيب)!!
 
وصمة العار على وجهِ (الخطيب)!!
 
إنه حزنٌ تبعثر!!
 
يُحزنُ العالمَ إلا (تل أبيب)!!
 
قد رأينا عندما صاحَ النفير..
 
عسكرَ (النمرود) فروا..
 
من ملاقاة اليهود!!!
 
سُرّ (شارون) وأوصى بالمزيد!!
 
إذ رأى النخّاس يقتادُ العبيد!!
 
فاستباحوا الدار.. وانهارَ (الصمود)..!!
 
ما الغريب؟
 
عرف الأجدادُ (بدراً) وبطاحَ (القادسية)!
 
حرروا (القدس) وكلّ البشرية!
 
وعرفنا (كمبديفد)
 
وعرفنا أوسلو!
 
ثم (أبدعنا) لإسقاط القضية..!
 
لنزيد المكرمات العربية!!
 
نشأ الأجدادُ أحراراً.. أُباة.. أهلَ عِزة!!
 
إنهم لم يعرفوا سجن الغريب..!
 
لم يزوروا مرغمين (تدمرا)..!(1)
 
لم يزوروا (زعبلاً) أو (كوبرا)..!(2)
 
لم يفوزوا بنعيم (المزّة)..!(3)
 
حيثُ تشتدّ قوى الأعزة!!
 
إنما الأبصارُ عميٌ!
 
حين ينصبُّ دمٌ لمسلم ب (غزّة)!
 
هكذا (غوارُ) تُبدي الحادثات عَجزَه!
 
وضحايا الظلمِ مشمئزّة!!
 
ما الغريب؟!
 
* * *
 
الغريبْ:
 
أن ينالَ الشعبُ عِزاً وكرامة..!
 
أن يعيشوا بأمانٍ وسلامة..!
 
الغريبْ:
 
أن نرى القدسَ بأيدي المسلمين.!
 
أن نرى الأقصى مصلّى الفاتحجين..!
 
الغريبْ:
 
أن نرى أمتنا متحدة..!
 
حيث لا.. مجلس الأمنِ ولا متحدة..!
 
* * *
 
عندما نرفع رايات الجهاد..
 
ويسودُ العدلُ في كل البلاد..
 
ويزيل الحقُّ فرعونَ وعادْ
 
لن ترى في الوطن الغالي الحبيب
 
أي سجن لغريب أو قريب!
 
كلّ هذا لو جرى..
 
-هل سيجري يا تُرى؟!-
 
كل هذا لو جرى
 
إنه حقاً غريب..!
 
إنما الله سميعٌ ومجيب..
 
وشِفائي في دوائي
 
ودوائي في جهادي ودعائي
 
فلعل النصرَ –يا قومي- قريب..!

مناسبة القصيدة

في مشاهد التعذيب في سجن (أبو غريب)؟ اتهمونا بالإرهاب.. ثم جاؤونا بالاحتلال.. وبشرونا بالديمقراطية والعيش الرغيد.. ولكنهم فتحوا السجون والمعتقلات التي جاؤوا لإغلاقها.. وأعادونا إليها أفراداً وجماعات.. ومارسوا علينا من فنون التعذيب المبتكرة ما يغبطهم عليها المستبدون والطغاة.. لقد عرف تاريخ العرب الظلم والسجون.. وعرف الجلادين القُساة.. ولكنه ما عرف –فيما نعلم- الجلادات القاسيات..! لأن المرأة بفطرتها رقيقة الشعور تميل إلى الشفقة، فمن أية طينة تلك (الجلادة) الأمريكية في سجن (أبو غريب) التي ظهرت وهي تعذّب رجلاً عراقياً؟ هل هي يهودية تلمودية شارونية؟\"
© 2024 - موقع الشعر