أزهار من جهنم

لـ راشد حسين، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

أزهار من جهنم - راشد حسين

في الخيام السود , في الأغلال , في ظل جهنم
 
سجنوا شعبي وأوصَوْه بألا يتكلمْ
 
هددوه بسِياط الجند , بالموت المحتم
 
أو بقطع اللقمة النَّتنة , إن يوما تتألمْ
 
ومضَوْا عنه وقالوا عشْ سعيدا في جهنمْ
 
*****
 
لن تصيرَ الخيمةُ السوداء في المهجر قصرا
 
وصديد الجرح والإعياء لن يصبحَ عطرا
 
وجيوش القمل لن تصبح أغناما فتُقرى
 
ودموع اليُتم ِ لن تصبحَ للأيتامِ خمرا
 
إنما تحفر للاجيء ِ قبرا في جهنم
 
*****
 
ها هنا في الخيمةِ السوداءِ بنت وأبوها
 
وفتاةٌ لفظت أنفاسها ما أسعفوها
 
كفَّنوها بثياب الليل سوداً , كفَّنوها
 
دفنوها في ظلام الليل , ستراً دفنوها
 
لينالوا مؤنَ الطفلة من قوتِ جهنمْ
 
*****
 
هؤلاء الصِّبيةُ الأيتام هل تلمحُهُم
 
أكلوا البؤسَ سنينا والأسى يأكُلُهُم
 
أتعبوا القول دعاءً ليس من يسمعُهم
 
من تراكم يا صغاري ؟ من ترى عذَّبكم؟
 
فأجابوا : نحنُ أزهارٌ صغارٌ من جهنمْ
 
*****
 
أنا أستحلف أمريكتا بأحلام بَنيها
 
وأنادي روسيا مستحلفاُ باسم ِ نبيها
 
وفرنسا باسم ِثوارٍ أزالوا ظالميها
 
وبذات التاج في لندن إذا تخطُرُ تِيها
 
هل ترى لم تسأموا طبخَ المآسي في جهنم ؟!
 
*****
 
يا بلادي أنت أهديت إلى الناس المحبة
 
وهديتِ الجاهل الكافر كي يعرف ربهْ
 
أنت نور يا بلادي شقَّ للتائه دربتهْ
 
أنت الأمس نبيٌّ منح العالم قلبهْ
 
من قضى أن تسعد الأرض ,وتَبْقى في جهنمْ ؟
 
*****
 
من هنا سوف تشقُّ الشمس درباً أزليهْ
 
للملايين التي لم يحسبوها بشريَّهْ
 
من هنا من أرضنا ذات العيون العسلية
 
ستسير الشمس في ركب الحياةِ الذهبيَّهْ
 
وسنطفي بنديِّ الحب نيرانَ جهنمْ !
© 2024 - موقع الشعر