بصقت دماً

لـ راشد حسين، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

بصقت دماً - راشد حسين

"كانت لها أحلام , وكان لها حب , ثم أصابها الداء , فبصقت دما !
 
وهي هنا تتحدث الى احدى ملائكة الرحمة"
 
-----------------
 
أختاهُ أحلامي التي بدمِ الشباب رسمتُها
 
بالأمس نالتها مخالبُ علَّتي فبصقتُها
 
وقصور حبي والمنى العذراء أمس دفنتُها
 
في كتلةٍ حمراء من رئتيَّ حين تفلتُها
 
وسمعتُ يا أختاه أقوال الطبيبِ .. سمعتُها
 
"بصقت دما" قال الطبيبُ لصحبِهِ "بصقت دما"
 
*****
 
أختاهُ أفكاري تداعبُني أصابعُها الثقيلهْ
 
فتقودُني وتسيرُ بي فأرى حديقتنا الجميلة
 
الوردةُ البيضاءُ ما برحتْ على صدر ِ الخميله
 
وكأنَّها قد أصبَحَت صفراءَ دامية ً نحيله ْ
 
ألعلَّ ريحُ الصبح جاءتها بأنفاسي الوبيلة
 
وَروَتْ لها قول الطبيبِ لصحبِهِ : "بصقت دما"
 
*****
 
أُختاه إني الآن أدخُلُ بيتنا لوداعِهِ
 
فأرى أخي يقتادني ويلفُّني بذراعِهِ
 
يبكي عليَّ بحسرة فأفرُّ خوف سماعِهِ
 
وأدورُ أبحثُ عن سرير طفولتي لوداعِهِ
 
فأراهُ مكتوبا عليه : توفيت ! بَصَقت دما!!
 
*****
 
أختاه حان الآن لكبريائي أن تموت وتستريح
 
فلقد بصقتً دما ولن يجدي التفاؤل أو يريحْ
 
فاذا أتاك أبي يرافقه تسائله الجريحْ
 
ورجاك أن تروي له عن غلَّتي الخبر الصحيح
 
فبحقِّ ما جاءت به كتب النبوَّةِ والمسيح
 
لا تخبريه بأن ليلى بنته بصقت دما
 
*****
 
وإذا أتاكم حائر النظرات يسألكم حبيبي
 
قولي له : إني يرددُ اسمه الغالي وجيبي
 
وإذا أصرَّ على مقابلتي ووافقه طبيبي
 
فأتي به واروي له شيئاً يطمئن عن شُحوبي
 
لكن بحق الحبِّ يا أختاهُ يعبثُ بالقلوبِ
 
لا تخبريه بأن من يحيا لها بصقت دما
 
*****
 
بالأمس يا أختاه أسعفني الطبيبُ بنظرَتهِ
 
فقرأت خاتمة الرواية في تحطُّمِ نظرته
 
" هي لن تعيش " رأيتُها مكتوبةٌ في نظرتِه
 
" هي لن تعيش " سمعتها مبحوحة في زفرتهِ
 
وفهمت يا أختاه أرهبَ حكمة من دمعتِهْ
 
" ما كان سهلا أن تطول حياة من بصقت دما!"
© 2024 - موقع الشعر