اللوز المرّ

لـ جريس دبيات، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

اللوز المرّ - جريس دبيات

لا لعينيك ِ ، ولا للّوز ِ ،
 
ان مرّ بعينيك ِ ،
 
ولا للخُضرة النشوى على جفنيك ِ
 
أعراقُ رمادي
 
لم يعُدْ لي في جوازي
 
صورةٌ قد يطرب القلب اليها
 
صفحةٌ قد تختم الغِيد عليها
 
فلقد سلّمتُ للخمسينَ
 
أوراق اعتمادي
 
انني أعبر في عينيك مسحوراً
 
الى عهد الطفولهْ
 
وحكاياتي الجميلهْ
 
ودعاء ٍ طالما عادته أمّي :
 
" خضَّر الله سِنيكْ !" ،
 
صورته في الأذن لحنُ
 
وقعه في القلب أمنُ
 
ولعيني في دياجي العمر
 
- ما أكثرَ – عينُ
 
ولأمّي في دُعاها
 
خضرة العينين واللوز
 
وذكرى ليس يمحوها المشيبْ:
 
يزحف الليل وامضي
 
حاملاً باكورة اللوز ِ
 
الى الثغر الحبيبْ
 
ارتمي في حضنها الدافي
 
وألقي في يديها بضع حبات ٍ
 
لاُجزى قُبلة كالطلِّ
 
في الغصن الرطيبْ
 
قبل أن تأكل منه ساءلتني :
 
" أيُّ نوع ذاكَ ؟ "
 
قلت : " الحلوُ يا أمي ! " ،
 
وصار الحلو مرَّا
 
صرخت أمي ، طحَتْني :
 
" كبَّ كلَّ اللوز برَّا "
 
وأنا المجروح منها لم أفكِّرْ
 
ان أمي قد تُجازيني
 
على الاكرام طرَّا :
 
"ليس في لوزاتنا في الكرم
 
فوق العين حلوٌ ،
 
كلّه مرٌّ ، وما احضرتَهُ
 
حلو على اصحابه ، مرٌّ علينا ،
 
رجست منك اليدانْ " .
 
وهما ما زالتا ،
 
ان رمتُ وجهًا ،
 
قبل أن ابدأ فيه ،
 
تُرعَدان :
 
أهو المرّ الحلالُ
 
أم هو الحلو الحرامُ ؟
 
اصبح المرّ حليفا
 
وغدا الحلو مخيفا
 
وأنا واللوز حتى اليوم
 
ضدّان على مرّ الزمانْ . . .
© 2024 - موقع الشعر