الجراح تكبر في المنفى - محمود محمد الشلبي

-الصورة كاملة –
 
 
 
سفري أورق في عينيك رجوعاً ،
 
هتن الدمع ببابك .. نبتة حناء .
 
سقطت أقنعة الوجه المارق .
 
في حضرتك الجرح تمرّى فيك ،
 
تلاوذ تحناني في أعتابك .. سرب عزاء .
 
هاجرت إليك ...
 
وهبت القربان المنذور لوجهك ،
 
نكهة حبي الضائع .
 
آويت شرودي فيك .. رجعت إليك ...
 
طريداً ، مدمى القدمين ... ركعت أمامك ،
 
استجدي .
 
من يمنحني وجهي المسروق .... ويأتي ؟!
 
من يزرعني في حضن بلادي ،
 
نبتة لوز برية ؟!
 
من ينقشني في أسوارك وشماً
 
للوعد الآتي؟!
 
قطعة خزف أبدية .
 
من يا وطني يصلبني في باب مدينتنا ،
 
عصفوراً في زمن الموت ؟!
 
نورس بحر أعياه التحليق
 
بأرض النفي ، تنهد في زاوية الويل ،
 
تنفض رف على وجه البحر المتوحد .
 
في تهليلة شوق مذبوح .
 
من يا وطني ، يغرسني سوسنة ،
 
في وجه الأفق الطالع في المنفى ؟! ..
 
 
 
- تعتيم ... ورؤيا -
 
 
 
 
 
يتساقط مزنك شوكاً ... ملحاَ ،
 
ورماداً في صدر المرفأ .
 
ويئن الجرح النابت في أعضائي ،
 
فيصلي هذا الفجر المحبوس على زند
 
الليل .
 
آه لو يمنحني الحب بشارة وعد ،
 
في جسد الليل .
 
آه لو أحضن أمي ليلة يأتي القمر الحافي ،
 
أستمطر من عينيها دمعة شوق .
 
تروي أوداج الصحراء العطشى .
 
آه لو تأتي الخيل العربية ،
 
لحظة يطلع في أعماقي الشوك .
 
آه أأقول هو الحب النابت في أحشائي ،
 
يضحك .. يستلقي كالصحراء
 
المطروحة في صدر الليل ؟!
 
أه أأقول هو الموت المتقي ،
 
في وجه الزمن العاقر ؟
 
آه ليس هو الحب ، الموت ،
 
بل النفي ، الغربة .. خفاش الويل ،
 
على هام الزمن الفاجر .
 
 
 
- بقعة وجع تمتد -
 
 
 
ها أنذا وجهي يختزل النور النافذ ،
 
من سرج الشمس .. ويعدو .
 
لا قدم ... ضاعت قدمي ...
 
لا عين .. سملت عيني ...
 
وجهي عانق وجهك ..
 
قلبي يسكن قلبك ...
 
صمتي يهوى صمتك ..
 
أسلمت لحادي البرية وجعي الأبدي .
 
جست الصحراء البرية ، طوفت الأمصار ،
 
الغيبية .. أبحث عن وجهي ..
 
عن لوني المسروق هنا .. عن وطني .
 
طوقت النخل الضارب في أعماقي ،
 
صرت حنين الطفل الباكي ،
 
هومت .. تناوح قلبي .
 
من ينقذني ؟! ...
 
 
 
 
 
- عن الثأر -
 
 
 
أيتها الهامة ، صاحت :
 
في سهل الواقوصة ...في حطين .
 
في قرطبة المنفى .. في صحراء الربع الخالي ،
 
في قاسيون .
 
" اسقوني " ..
 
ما من أحد .
 
رشوا القبر بماء الشجر الباكي ،
 
ما من أحد .
 
أيتها الهامة صيحي :
 
نبت القيصوم بأمعاء الفتح الأول .
 
صدئت أسرجة الفتح الأول .
 
نكصت خيل الفرسان .
 
بصحراء الأجداد .
 
صارت رسماً يدفن في رحم الوقت ،
 
المدمن مضغ القات .
 
" نام الأحفاد "
© 2024 - موقع الشعر