المنفى المرغوب - أحمد عبدالرحمن جنيدو

المنفى المرغوب
(شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو)
عيناك طفولة حلم ٍ,
وأنا طفل ٌ أحتاج حنانْ.
ضمّيني,ما أروع دفء الأحضانْ.
عيناك قصائد نور ٍ
يكتبها الوجدانْ.
وربيع موروثٌ من رحم الأزهار بنيسانْ.
عيناك بلادٌ خالدة ٌيسكنها الحب,
وتحكمها الأشجانْ.
وقصورٌ خارقة ٌ
والليل عليها السلطانْ.
عيناك ظلال السحر,
رسومٌ تتنافس في جمع الألوانْ.
وحكايات الشرق الغارق
بالتاريخ إلى الإدمانْ.
عيناك ملاذي الأول والأوحد,
أقصده في كل زمانْ.
خط ُّ وصولي,
وسبيل القلب العطشانْ.
عيناك سؤالٌ مرميٌّ فوق استفهاماتي,
وجوابي كفراغ ٍ لدخانْ.
عيناك قصيدة شعر ٍ
قاتلها سيف الهذيانْ.
لغة ٌ ضائعة ٌ بفم النسيانْ.
يا قدري الرائع,
يا منفايَ المرغوب,
ويا عبق الأوطانْ.
يا عطري وبخوري,
يا زهر الرمّانْ.
عيناك جنان ٌ في زمن الحرمانْ.
إكليل ٍ من نارنج ٍ من ريحانْ.
أرسم عمري المولود وراء القضبانْ.
أرسم حلمي الضائع بين متاهات الطوفانْ.
أكتب شعري النائم في ركن التوهانْ.
عيناك كتابٌ مفتوح ٌ
لا تقرأه إلا الأحزانْ.
وسبيلٌ لا يقصده إلا الإنسانْ.
عيناك حضارة أجدادي,
تاريخٌ مكتوبٌ بحروف الإيمانْ.
لوحاتٌ باقية ٌمن بدء الأزمان إلى الآنْ.
ونقوشٌ ساحرة ٌ
منها يتكلّم صمت الجدرانْ.
ودموعك لحظة موت ٍ,
آه ٍ مولاتي
ما أصعب موت الأزمانْ.
وحضارات يدثرها الشيطانْ.
يا وطناً مذبوحاً مهتوكاً أشلاءً,
يتناثر جسمك فوق الأحلام,
وكان الذبح من الشريان إلى الشريانْ.
يا غرقاً يتخبّط بالأمواج,
ولا يعرف رمل الشطآنْ.
ماذا أفعل يا صبحي المقتول,
ويا كارثة ً صانعها الإنسانْ.
 
29 / 4 / 2003
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
ajnido2@yahoo.com
ajnido@gmail.com
سوريا حماه عقرب
0096333448261
00963932905134
© 2024 - موقع الشعر