الوجه البريء ::: واقعيه - وليد الكهالي

قابلت طفله عند مستشفى منيف
ساعه وهي تبكي امام العسكري

اللي في الاخر رماها بالرصيف
باسلوب ازعجني وآلم ناضري

اتيت اسألها بنبرات الأسيف
ويش الذي بكاك يالوجه البري

قالت وبه في صوتها الشادي حفيف
ويش الذي تبغاه يالرجل الثري

امي عليله جسمها ناحل ضعيف
وانا تفانا اليأس داخل خاطري

بين الحواري طيلة ايام الخريف
اجمع ثمن ابرة علاج السكري

امي تعاني من ألمها والنزيف
ومات ابي قبل ان يشوفه ناضري

اللي ترك لي حمل ماهو بالخفيف
شلته وكلي صمت من فوق اضهري

امي وانا والهم نتقاسم رغيف
من شان نبقى للزجاجه نشتري

ووجهها اللي صار متهالك نحيف
ادمع لها وتقول لي لا تصغري

حاولت اخفف عنها الهم الكثيف
بمرارتي بتبسمي بمشاعري

لكن حسافه كيف يبرى الجرح كيف
وكلما ابريه يرفض ينبري

لاخل في الدنيا يساند او حليف
غير الدموع اللي تقف في محجري

جيران حالي مثلهم والحزن ظيف
ما بيدهم الا يقولون اصبري

ومجتمع ينظر ولكنه كفيف
واللي عطا يعطي وهو متكبري

وطبيب ياما كان باقواله لطيف
واليوم هذا صار عابس مفتري

اليوم عاملني بالاسلوب العنيف
لما فضى جيبي تحول عنصري

مشهور عند الناس بالشخص الشريف
وانه وصل للاكتشاف الجوهري

يجمع من امثالي ذوي البؤس العفيف
ما يوصله عند النفوذ القيصري

ويبذل المجهود للقط الاليف
لجل الذي حوله يقولو شاعري

يحرص على قطه من الجرح الطفيف
ويترك انسانه قتيله مادري

اليوم خفاقي على الرائفه حسيف
جيته وماعندي وقلي غادري

ساعة طردني يعتقد نفسه ظريف
وانه امام الناس اصبح عبقري

قال انني حمقا وموضوعي سخيف
وعندما حاولت نادا العسكري

الي رماني قبل لحظه في الرصيف
هذه نهاية قصة الوجه البري

والهم والاوجاع والوقت المخيف
وطفولتي وامي وداء السكري

الشاعر وليد عبد الكريم الكهالي
© 2024 - موقع الشعر