صيحة الضاد

لـ وائل العبابسة، ، في التعليم والتوجيه، آخر تحديث

صيحة الضاد - وائل العبابسة

***********
***********

لساني كلُّه فخرُ
وعُمري طولُه دهرُ

وأحرفهُ مناراتٌ
تشعُّ بخيرها السِّيَرُ

وفي ألفاظِهِ حَوَر
يتيهُ بحبِّهِ الحِبْرُ

رعاني اللهُ من زمنٍ
وكان بفضلهِ الأمرُ

فبالقرآنِ كرَّمني
وصرتُ كأنّني البدرُ

لأنَّ الله ألبسني
ضياءً ليسَ ينحصِرُ

أنا التاجُ الذي يزهو
أنا النّجماتُ والشِّعرُ

أنا المعنى،أنا الكَلِمُ
أنا الأغصانُ والثَّمَرُ

أنا الإكليلُ أمنحهُ
لمن في ثوبِهِ الخيرُ

وفوق الهامِ أجعله
سحابَ المجدِ ينهمرُ

نجومي فوق أكتافي
على التاريخِ تزدهِرُ

ولكنْ رغمَ أمجادي
دموعُ الخدِّ تنحدرُ

فأبنائي أضاعوني
وحسَّادي لهم شررُ

على المذياعِ باعوني
وفي التلفازِ قد هجروا

مذيعٌ بات ينعتني
بأنَّ عباءتي فقرُ

ولا تنمو قواميسي
وأنّ قواعدي حَجَرُ

وآخرُ قد كوى قلبي
وقال كذا هو العصرُ

وغانيةٌ تمزقني
كأنّ جواهري صِفرُ

وبالحاسوب قد ذكروا
بأني عندهم فِترُ

وقد زعموا بأني لس
تُ أُنجدهم إذا حضروا

وأني في برامجِهم
على الطُّرُقاتِ أنتظرُ

وبعضُ الناسِ أدموني
ويلوي مِعصمي بشرُ

لحاها اللهُ أنباءً
تصيحُ بقبحها الصّورُ

وأخباراً مؤرِّقةً
ينوءُ بحِملها الصّبرُ

سيبرقُ في العُلا وهجي
وتخمدُ نارُه الخطرُ

فمهما حاولوا قهري
فسوفَ يلوكهم قَهْرُ

ومهما كمموا صوتي
يُسافر من فمي نَسرُ

وإن هم حاولوا قتلي
فسوف يعضّهم قبرُ

وإن هم حاولوا محوي
فسوف يقهقه الفجرُ

وليس تنالُ من عزمي
شباكُ الضرِّ والغدرُ

ولن يقتاتَ زيدٌ من
شراييني ولا عَمرُو

فلا الأعداءُ تهزمني
ولا الجهّالُ تنتصِرُ

دُفِعْتُ اليومَ عن زمنٍ
وغيري الآنَ قد حضروا

ولي في المجدِ صفحاتٌ
وليس لمجدهم سطرُ

ومملكتي بأرصدتي
وهم في حضرتي نزرُ

كتابي سرُّ تاريخي
وليس ليومِهم سرُّ

فكيف أضيقُ عن وصفٍ
وحرفي في الغنى بحرُ

هو التقصيرُ من قومي
فليتَ القوم قد خَبِروا

هو التقصيرُ سائقُهم
فما جدّوا وما سهروا

إذا قومي أضاعوني
فليس بقومي الخيرُ

وإن هم أحسنوا رفدي
وهم لمنابتي النهرُ

وكانوا مخلبي وفمي
إذا هبّ العدا هدروا

وكانوا أُسدَ إخلاصٍ
إذا جُنَّ الدّجى زأروا

وكنّا مثلَ أغنيةٍ
يحنُّ للحنها الوَتَرُ

فسوف أكونُ في سَعدٍ
ويمضي في النوى العسرُ

وأبقى كوكباً ألِقا
يضوعُ بشجوه العطرُ

وأبقى بحرَ أمجادٍ
تفيضُ ببطنهِ الدُّرَرُ

وأبقى الحرّ في زمنٍ
يخوضُ غمارَه الحرُّ

أطيرُ بعالمي غيثاً
وتحت الشمسِ أنهمرُ

وأهتفُ أنّ لي نسلاً
وبالأبناءِ أفتخِرُ

مناسبة القصيدة

للضاد صيحة عز وشموخ وفرحة...وهي قديمة جديدة قشيبة باقية إلى ما شاء الله تعالى، أساسها المتين تكريم الله عز وجل لها بأن جعلها لغة القرآن الكريم ، واللسان المحفوظ إلى يوم الدين . وللضاد صيحة أخرى ... صيحة حزينة باكية على حال الأمة وما اعتراها من هزائم وانكسارات ، ومن تلك الهزائم هجران أبناء العربية عن أمهم الضاد ، فصار بعضهم يدعو إلى اللهجات العامية كبديل ( عصري ) ، ومنهم من تباهى بإدخال عدد غير محدود من الكلمات الأجنبية شوكة في ضلوع لغتنا الحبيبة ليظهر للآخرين أنه ( مثقف ) ، ومنهم من تجاوز ذلك وتمادى وسخر من الضاد ومن أربابها وأصحابها وكل من يتحدث بها مستخدما وسائل الإعلام المختلفة... وها هي الضاد اليوم تعاتب أبناءها بلسانها الأصيل وصوتها الشجي القوي ، فهل من مجيب
© 2024 - موقع الشعر