في الاتجاه المعاكس

لـ وائل العبابسة، ، في العتب والفراق، آخر تحديث

في الاتجاه المعاكس - وائل العبابسة

حانَ الرّحيلْ
يا سندبادْ
فلتحزِم الحلمَ الجميلَ نوارساً مكسورةَ الريشاتْ ...
في جيبكَ العاجيّ
وتشدَّ أربطةَ الحنينِ عواصفاً ثلجيةَ
في صرّةِ الذكرى
ولتحمل الليلَ المسجّى فوق ظهركَ لاهثا
قد جفَّ في حلقِ المصابيحِ اللُّعابْ
 
 
***
 
واعلمْ بأنّكَ مثلُ أوراقِ الخريفْ
فَقَدَتْ مآقيها وصارتْ لُعبةَ الرّيحِ العنيفةِ والدُّروبْ
الماءُ ليسَ يلوذُ في أمعائِها الجرداءْ
أو يوقفُ الألعابَ عندَ حدودِها
أو يمنعُ الأهواء
 
 
***
 
يا سندبادْ ...
اعلمْ بأنكَ في اتجاهك شنفرى
خطواتك الرعناءُ لا تُبقي عليك من السلامِ غطاءْ
ترمي بختمٍ فوق سوسنةٍ تعبُّ نسيمها...
وسماً يعانق حُلمَك الرقراق ...
الأرضُ تطويها بجأشِكَ قابضاً جَمراتِها
فمطيُّ حُبِّك قدْ أقامتْ صدرَها...
وأدرتَ ظهركَ...
تذرعُ الذكرى اليتيمةَ والرعودْ
تلك الأراوي الصُّحم حولكَ شاخصاتْ
الكبرياءُ شريعةٌ في رجلها
والزادُ في فمها تُرابْ
 
***
 
واعلمْ بأنّكَ كالوديعةِ في حوانيتِ الغيابْ
مستلقياً في كفّها المشقوقْ
كالظلِّ في رُدهاتها وقت الصّقيعْ
بين المآقي والطبولْ
شفتاكَ ترتشفُ الخواطرَ والسنينْ
وتصيحُ في أُذنيكَ أشرعةٌ لها...
يتمزّق الحرف الأخيرْ
فتعُبُّ من كأسِ اليبابْ
 
***
 
يا سندبادْ
ضَمِّدْ حقيبتكَ النّحيلةَ جيدا
برباطِ حزمِكَ...
وانطلقْ...
متماسكاً...
فالدربُ يجرحُهُ الضّبابْ...
يا سندبادْ
إنْ كانَ هولُ البحرِ خلفكَ...
فاليقينُ ....
بأنَّ سيركَ للسَّحابْ
 
***
© 2024 - موقع الشعر