في رثاء الشيخ زايد رحمه الله تعالى

الرَّملُ ينطقُ والنَّخيلُ يُوَدِّعُ
وتظلُّ تنزِفُ كالخريفِ الأدمُعُ

وتنوحُ نائِحَةٌ ، ويرفعُ جفنَها
عِظَمُ المُصيبةِ، واليقينُ المُفْجِعُ

قُلْ كيفَ لا تبكي الشُّعوبُ بُناتَها
والتُّربُ تبكي سُحبَها إذ تُقلِعُ

هُوَ في المواقِفِ للعُروبِةِ أوَّلٌ
ولهُ أيادٍ في النَّوائبِ تَنبُعُ

والخيرُ يُذكُرُ في البلادِ مُوَشَّما
والشكُرُ يحضر والأيادي تُرفعُ

هذي المشاريعُ التي أهديتها
للعُربِ أنجُمُ في فضائكَ تلمَعُ

يا صاحبَ القلبِ الكبيرِ نثرتهُ
حُبّاً، وقلبُك بالمحبَّةِ مصنعُ

يا صاحبَ الرأيِ الحكيمِ نَظمته
دُرَراً تعَلِّقُها الدروبُ ، وتسطعُ

يامن جعلت السيب نهرا ضاحكا
وجعلت أزهارالصحارى تطلع

يا مَنْ ضَممتَ الشَّملَ بعد تشتّتٍ
فنمااتحادٌ في القلوبِ مُمَنَّعُ

يا زايدَ الوهجِ الذي أهديته
إنّ الذي يَهَبُ المحبَّةَ مُبدِعُ

أفنيتَ نوراً مِنْ سِراجِكَ مخلصاً
في خدمَةِ الإنسانِ لا تتزعزعُ

وبذلْتَ زهرةَ ما طوتهُ يدُ الرّدى
فالوردُ يذبلُ والصُّروحُ تُصدّعُ

لكنَّما أبقيتَ بعدك شُعلةً
وعزاءَ شعبٍ للعُلا يتطلَّعُ

أنجبتَ أشبالاً تذودُ عن الحِمى
وتظلُّ للراياتِ دوماً ترفَعُ

هذي الرجالُ على البلادِ أمينَةٌ
وبحبِّها قلبُ الرَّعيّةِ مُشبَع

الجودُ طبْعٌ فيهمُ متأصِّلٌ
والطَّبعُ لا يرقى إليهِ تطبُّعُ

هذي الرجالُ نسجتَ مِنْ أخلاقِها
هَرَمَاً يحارُ بصُنعِهِ المتطلِّعُ

هذي الأشاوسُ ،لا تلينُ قناتُها
تحمي المرابعَ،والأعاديَ تردعُ

أنشأتَ – زايدُ - أنجماً وقيادةً
معطاءةً والشَّمسُ لا تتقنّعُ

فغمضتَ عينَكَ مطمئنّاً بعدها
ومضيتَ ترحلُ للإلهِ وترجِعُ

حملتكَ آسادٌ على أكتافِها
بالحبِّ قد ضُربَ المثالُ الأروعُ

الشَّعبُ أجهَشَ بالوفاءِ مُودِّعا
الكُلُّ جمرٌ بالفراقِ مُوجَّعُ

والشعبُ صاغَك بالدموعِ رسائلاً
مخنوقةًأحشاؤهاتتقطَّعُ

قد ودّعتك مكارمٌ صاحَبْتها
بالحُبِّ لمّا ودّعتك الأذرعُ

هذاالحِمامُ قداصطفاكَ بعينِهِ
وأشارصوبك باليقينِ الإصبَعُ

الموت حَقّ لا تطيشُ سِهامُهُ
وإذا أصابتْ ليسَ يوماًتُُنزعُ

هذا الرّحيلُ ولستَ أوّل راحلٍ
هو غُصّةُالأحبابِ ليستْ تُدفعُ

سنظلُّ نذكرُ زايداً وخِصالَهُ
وعُذوبةَالأخلاقِ لمّا تنبعُ

و نظلُّ نذكُرُ زايداً وعطاءَهُ
قد كانَ للخيراتِ دوماًيُسرعُ

فالشيخُ باقٍ في القلوب لأنّه
طَبَعَ المحبّةَ، والمحبَّةُ تُطبعُ