الصهيل الأخير - محمود درويش

و أصبّ الأغنية
 
مثلما ينتحر النهر على ركبتها .
 
هذه كل خلاياي
 
و هذا عسلي ،
 
و تنام الأمنية .
 
في دروبي الضيقة
 
ساحة خالية ،
 
نسر مريض ،
 
وردة محترفة
 
حلمي كان بسيطا
 
واضحا كالمشنقه :
 
أن أقول الأغنية .
 
أين أنت الآن ؟
 
من أي جبل
 
تأخذين القمر الفضي ّ
 
من أيّ انتظار ؟
 
سيّدي الحبّ ! خطانا ابتعدت
 
عن بدايات الجبل
 
و جمال الانتحار
 
و عرفنا الأوديه
 
أسبق الموت إلى قلبي
 
قليلا
 
فتكونين السفر
 
و تكونين الهواء
 
أين أنت الآن
 
من أيّ مطر
 
تستردين السماء ؟
 
و أنا أذهب نحو الساحة المنزويه
 
هذه كل خلاياي ،
 
حروبي ،
 
سبلي .
 
هذه شهوتي الكبرى
 
و هذا عسلي ،
 
هذه أغنيتي الأولى
 
أغنّي دائما
 
أغنية أولى ،
 
و لكن
 
لن أقول الأغنية .
© 2024 - موقع الشعر