فِنْجَانُ قَهْوَتِهَا الأَخْيَر - عبد الله جعفر محمد

فِنْجَانُ قَهْوَتِهَا الأَخْيَر
 
أَعْرِفُ أَنَّنِي
لَسْتُ اِخْتِيَارَك حِينَ فَاجَأَك السُّؤَالُ
وَلَمْ يَكُنْ صَوْتِي يُلَائِمُ رَعْشَةَ الأَعْصَابِ
فِي فِنْجَانِ قَهْوَتِكَ الأَخْيَرْ
وَلَمْ يَكُنْ لِلقَلْبِ تَذْكِرَةَ الدُّخُولِ إِلَيْك
مِنْ بَابِ الغِنَاءِ البَابِلِيِّ اللَّحْنْ
لَمْ يَكُنْ اِشْتِعَالُكَ مُمْكِنًا
رَغْمَ اِنْحِدَارِك فِي شَرَايِينِ اِحْتِيَاجِي لِلغِنَاءْ
فَأَنَا مُصَادَفَة أُتِيت مِنْ الَّذِي
لَا زَالَ يرَحَل بِي لِقَهْوَتِكَ
الَّتِي بَقِيَتْ بِخَاطِرَتِي كَشَيْءٍ
ضَاعَ فِي وَسَطِ اِزْدِحَام الشَّوْقِ مِنِّي
آهِ مَا مَعْنَى اِنْتِشَارِكَ فِيَّ
أَوْ مَعْنَى اِنْتِشَارِيَّ فِي الرَّحِيلِ
وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَار صَوْتِي حِينَ فَاجَأَك السُّؤَالْ
آهِ مَا مَعْنَى اِنْتِظَارِيَّ لِلمَوَاسِمِ
وَالبُرُوقِ تَخَاصُمُ الغَيْمَ المُعَانِد لِلهُطُولِ
عَلَى حَرِيقِ الأَرْضِ
مَا مَعْنَى اِحْتِرَاقِيَّ
وَالرَّحِيلُ مَتَاهَتَانِ
مِنْ اِحْتِرَاقِ الوَقْتِ وَالوَعْدِ السرابيّ الوُصُولْ
وَأَنَا البَقِيَّةُ مِنْ صَدَى فِنْجَانِ قَهْوَتِكَ الأَخْيَرِ
وَلَا أَزَال لَدَيْهِ
أسْتَجْدَى الخَيَالَ وَأَصْطَفِيكْ
رَغْمَ اِخْتِيَارَكَ ضِدّ صوتي
حِينَ فَاجَأَك السُّؤَالْ
© 2024 - موقع الشعر