هكذا قالت الشجرة المهملة - محمود درويش

خارج الطقس ،
 
أو داخل الغابة الواسعة
 
وطني.
 
هل تحسّ العصافير أنّي
 
لها
 
وطن ... أو سفر ؟
 
إنّني أنتظر ...
 
في خريف الغصون القصير
 
أو ربيع الجذور الطويل
 
زمني.
 
هل تحسّ الغزالة أنّي
 
لها
 
جسد ... أو ثمر ؟
 
إنّني أنتظر ...
 
في المساء الذي يتنزّه بين العيون
 
أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب
 
بدني
 
هل يحسّ المحبّون أنّي
 
لهم
 
شرفة ... أو قمر ؟
 
إنّني أنتظر ...
 
في الجفاف الذي يكسر الريح
 
هل يعرف الفقراء
 
أنّني
 
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
 
لهم
 
خنجر ... أو مطر ؟
 
أنّني أنتظر ...
 
خارج الطقس ،
 
أو داخل الغابة الواسعة
 
كان يهملني من أحب
 
و لكنّني
 
لن أودّع أغصاني الضائعة
 
في رخام الشجر
 
إنّني أنتظر ...
 
***
© 2024 - موقع الشعر