تَداعِياتُ السُّقُوطِ الأَخِير - محمد عبد الحفيظ القصّاب

شعر حُر
--------
 
 
تَداعِياتُ السُّقُوطِ الأَخِير
--------------------
---------------------
 
حَرُّ الشِّتاءِ في عُيونِ الّلاهِياتِ
 
أخْضَرْ
 
دَمُ الشِّفاهِ بازْدِرادِ القَلْبِ
 
أزْرَقُ الصِّفاتِ أحْمَرْ
 
عُبورُ لَحْدِي في مِهادِ الزَّهْرِ
 
في مُنْعَطَفِي .... إلى متى .....؟
 
سأَقْرَأُ الصَّباحَ من لِسانِهِ المُعَفَّرْ.
 
..............................
 
نَطَقْتُ ذاتَ نَخْلَةٍ
 
حِكَايَةً عَنْ لَوْحَةٍ لِشاطِىءٍ
 
أصْنَعُهُ مِنْ سَعَفاتِ قِصَّتِها
 
عُشَّاقُ ظِلِّها...
 
يُتاجِرونَ
 
بالرَّمادِ مِنْ صَرْخَتِها
 
لِيَكْتُبَ الصَّمْتُ الأَصَمُّ أَكْثَرْ....
 
يا مَوْتُ صِرْتَ أَصْغَرْ.
 
.................
 
كَأنَّنِي أحْمِلُ نِصْفِي
 
مِنْ نِفاياتِ العَدَمْ.
 
أجْنِحَةٌ تَسُوقُ نِصْفَها
 
وتَدْعُونِي لِحْفْلةٍ مَعَ الأنْصافِ في مَقْبَرَةٍ
 
تُعَرِّشُ الأسْماءُ – نَخْلَةً
 
عليها أُبْصِرُ الآخَرَ مِنْ نِصْفِي ... رَقَمْ
 
وأَرْقُصُ...
 
الآتِي يُقابِلُ المُسافِرَ الذي مَضَى
 
وأنْصافُ المُشارِكِينَ
 
يَغْشاها القَلَمْ.
........................
 
مَوْتٌ صَغِيرٌ يَنْتَمِي
 
إلى الحَدائِقِ المُعافاةِ على صَدْرِي
 
يَعُودُ بِي ...
 
إلى طُفُولَةٍ تَكَسَّرَتْ حُروفُها
 
وأصْبَحَتْ تَضِيعُ فَوقَ اللُّغَةِ الأوْلى
 
سَراوِيلاً....
 
تَقاسَمْتُ عَليها رَضْعَةَ الثَدْيِ
 
مَعَ المَوتِ الصَّغِيرِ .... أبْكَرْ.
 
يا مَوتُ صِرْتَ .... أصْغَرْ.
 
..................
 
فلْتَغْفِرِي..
 
لِنَخْلَةٍ تَكْبُرُ في حَرِيقِ حَلْقِي
 
كابَرَتْ ألاَّ تَكونَ لي
 
فَزَغْرَدَتْ - لِجَهْلِها انْتِحاراتِي
 
على عُرِيِّها .. المُوَقَّرْ
 
...................
 
لا تُبْعِدِي تاجَ السُّقُوطِ
 
عَنْ مَراياكِ...
 
لمْ يَحِنْ مَوْعِدُنا
 
مَعَ المُشارِكِينَ في مَتاجِرِ الأنْصافِ
 
 
......
 
لا تَسْألي!!
 
لماذا أعْشَقُ النِّصْفَ مِنَ الأشْياءِ؟!
 
كيفَ أحْرُثُ النِّصْفَ فَقَطْ مِنكِ...
 
وأُبْقِي نِصْفَكِ الجَدِيدَ ... لا يُطَهَّرْ.؟؟!
 
وكيفَ أدْعُوكِ مَعِي
 
مِنْ غَيرِ سِروالٍ ولا ثَدْيٍ؟
 
وأقْطَعُ الجَدائِلَ الحَزِينَهْ.
 
وأرْسمُ العَينِيينِ في حُنْجُرَتِي..
 
وكَيِفَما بَحَثْتِ...
 
تَفْقِدِي بِنِصْفكِ - الهَوى المُحَجَّرْ.
 
....................................
 
تَرَاكَمْتَ يا مَوتُ حتى انْكِسارِ
 
الجُفُون ....
 
أَما آنَ للضَوءِ أنْ يَتَفَجّرْ
 
أَما آنَ لي
 
...... أنْ أُحَرَّرْ.....!؟
 
 
---------------------
طفلُ الحرف(17)
 
محمد عبد الحفيظ القصاب
 
حمص - 12-1992
© 2024 - موقع الشعر