أوراق طائر الليل - محمد الفيتوري

يكتب شيئاً، طائر العاصفة الشتوي..
في أوراق هذا الليل..
من توجني يا ملك العتمة
مملوكاً على العتمة
هل تبصر هذا الأفق المشمس في عيني؟؟
إني أتحدى عرشك المصبوغ بالمجد
ومن علقني، في قفص الدمية
لا أملك إلا خوذة الريش
ولا أحمل إلا صدف البحر
ولا أمضغ إلا بعض ما أبقى الضحايا الخالدون
في فمي..
ومثلما أردتني..
حلقت في غير سمائي
وتساقطت شهيد العصر
في غير ترابي ودمي!
-2-
من خبأ الرغبة في الشوق
أتدري؟ أنت تدري
أن هذا الشوق مأساتي
انعكاسات مراياك على وجهي..
قوس الشجر الغارق في الأصفر
لون العشب في العشب
التماثيل التي تعبق بالذكرى
ولا تملك إلا شهقة الذكرى
لماذا نملك الشيء قليلاً
ثم لا نملك إلا جسد الشيء!!
وتدري أنت أن الزمن الميت في الإنسان
إنسان يموت
زمن الدهشة، والصحو الضبابي يموت
زمن يسكت فينا
ثم نمتد على الأرض
ويمتد على الأرض السكوت
-3-
مرغت منقارها أنثى العصافير
على الحائط حزناً
ثم قالت، للذي استغرق
في صبوته الكبرى
إذا لم تعد الآن
فلن أغفر للموت
ولن أغفر للحب..
ولن أغفر للغفران
واختالت، وقالت:
-ليكن
وليسكر القاتل بالموت
فإني بك سكرى
خمرتي حبك لا الخمر
وأزهار الألوهية تنمو في بساتين خيالي
فأنا منك
وهذا الأفق الرائع
فيض من جمالي
-4-
الآن تبدأ البداية
الآن تنتهي النهاية
مستلب كأنما لم تكن النقطة في النقطة
في لؤلؤة العينين أنت
من حيثما صفر البدايات
إلى صفر النهايات
ذهبت لم تذهب
وجئت لم تجئ
بكيت مثلما ضحكت
أضأت مثلما انطفأت
عشقت بعض الوقت
كرهت بعض الوقت
-5-
تغتسل الثورة في الثورة حيناً
مثلما تغتسل الأنهار في حدائق المطر
تستقيظ الخالدة العذراء
في ردائها الأحمر
بيضاء الجناحين
يعانق الحياة صوتها
ويشعل الجبال، والبحار، والشجر
سيدتي
بقدر ما ركضت في شوارع القهر الرمادية
مجنوناً أغني بك..
لا يسمعني إلا المجانين
ولا تعرفني إلا عيون الشهداء
بقدر ما أنت
اجعلي مجدك في أرضي..
اسكني هياكل الطين
وأعشاب التوابيت
وأبواب بيوت الفقراء
1978
© 2024 - موقع الشعر