يا زنبق الآيات البكر - ليلى مقدسي

يا زنبق الآيات البكر
مبسمك حزين
أ لأن الريحان نام على أشلاء العطر ؟
أم لأن زهرة بيضاء ,
استيقظت على أنزفة الطهر ؟
آه , يا دم المغارة ..
بهار النور
باغم الليل ببشارة الميلاد ..
و مريم في خلوة الحيرة ,
وجه حزين ..
نجمة تشعشع
كعشبة دمع مسجورة ..
هالات الأشلاء
تتفتح ..تتغمض
و فلق الصبح حزين ..
قامة النخل تنحنح أهدابها رطباً
تتهاطل كريق البخور
نازفة مطرها ,
تراتيل سكون ..
إيقاع التراب أنين
و ملاك يترفرف
باهاه الله
ببرق الأسرار
تأتأة البشارة
تتهدل عنبراً تائهاً
و المهد خمار حزين
الزمن مكسور ..
مريم ملتاعة
لهفة ضناها
تتعرج شموع َ صلاة
و طفل الحب
مبحوح الصوت يثغو ...
على أصابعه
هدايا العيد أرغفة نذور ..
و دمى الأطفال ,
جمر رحى
يدور
مقمطاً
بالحراب و الشظايا ..
كالرصاص ,
في قبة الفرح ,
يدور ..
ينتفض الزيتون مذبوحاً
و براعم السلام
غدائر رماد
تغرغر
غصص القهر ترانيم أشجار ..
و وهيج الدم ,
في حناجر الأجراس
غرسة نعمان ..
يفور الأرجوان
و جروح مئذنة الأقصى
دعاء حزين
فتبكي فلسطين
يبكي المهد
و وجه مريم حزين
 
خرير دمعي موجة
تمزق فلك الصمت
و طير الفرح مأسور
طفل يتأود
طفل يحبو
و طفل ,
في ضريح العيد يصرخ
فيستدير وطن الحب
يبارك رموز الخلق
و وجه مريم حزين
تباريح النبض
مزقت ثوب العيد ,
و الرجم ,
و الحجر ..
صار الحرف مزمار مراث ٍ
لأطفال العيد ..
و قمر الورد حزين
ينقط قربان نبيذ الجرح
ثكلى ...
شمعة الميلاد
دمها بلغ صدري
جرحي مفتوح
سدى الليل نوار فرحي
منمنماً بالقلق
و الخوف
و الترقب ..
غمد الطفل
ينتفض
أوارَ شمس و نار
سادرة بين حروفي المكلومة
و بين نخل العذراء الحزين ..
نام الريحان على أشلاء العطر
و زهرة بيضاء ,
تستيقظ على دم المغارة ..
وجه القصيدة
ككل شيء حزين
حزين..
© 2024 - موقع الشعر