شاهدٌ على الماء - فاطمة سيد ناعوت

في الماءِ أسبحُ كلَّ يومٍ عائدًا
 
و أنسِّقُ الأحداثَ
 
من أفكارِ ناسٍ سافروا
 
وحملتُهم.
 
عشرونَ عامًا
 
في الربيعِ وفي الخريفْ
 
يرمونَ في جوفي العميقِ سلالَهم
 
أسرارَهم ،
 
اِضْرِبْ بمجدافيَّ في عمقِ المياه
 
لأشاغبَ الصِبيانَ حين يتمتمون
 
لا يسكتون!
 
و أعابثُ الأحلامَ في قلبِ البناتِ العاشقاتْ
 
فأدغدغُ الوترَ الرقيقْ
 
في الماء أكتمُ نشوتي .
 
في جعبتي
 
سأجمِّعُ الضحكاتِ من أحداقِهمْ
 
والحزنَ من ظلِّ الجفونِ الباكيةْ
 
حتى إذا ضمَّ المساءُ شراعيا
 
أفردتُهُ فوقَ الرمالْ
 
أفرغتُ فيه سلةً
 
تحوي شتاتَ الذكريات
 
كلُّ الصحابِ تجمعوا :
 
هيا انظروا سِفْرَ البَشَرْ
 
كلماتُهم في حوزتي
 
أفكارُهم ووعودُهم
 
دقاتُ قلبِ المتعبين
 
رفَّاتُ عينِ الخائنين
 
وحدي أنا
 
من يكتِمُ الأسرارَ في عمقِ المياه
 
وحدي أنا رعْ
 
من أرَّخَ الأزمانْ.
© 2024 - موقع الشعر