بلادونا - فاطمة سيد ناعوت

الجميلاتُ هناك.
 
اللواتي لا يدعن الدهشةَ المزمنةَ
 
تتلفُ الرقصةَ ،
 
فتنتهي
 
بلحظةِ صعودٍ
 
تستقطبُ انتباهَ حوائطَ صامتةٍ
 
فتنخرطَ في التصفيق.
 
الجميلاتُ
 
رتَّبنَ الكتبَ فوق الرفِّ
 
ليسكنَها الترابُ ،
 
ثمَّ درَّبنَ أصابعَهن على الغناءْ
 
غيرَ حافلاتٍ
 
بالعباءاتِ الرماديَّةِ الثقيلةِ
 
رديئةِ التوصيلِ للصوتِ
 
والحياة.
 
طرَّزنَ الشِّعرَ فوقَ الأسرَّة
 
ثم استلقينَ على ظهورِهن
 
يجدلنَ من ضفائرِهن الاستوائيةِ
 
شجيراتِ بلادونا
 
لا تعرفُ الألمْ .
 
صنعنَ شروخًا في الهواء
 
تبصُّ على الألوانِ
 
و تقرأُ القصصَ القديمةَ
 
متثائبةً ،
 
قصصنَ لحيةَ بوذا
 
و حشونَّ فمَه بالقشِّ
 
ثم مضينَ
 
لا ينظرنَ للوراء.
 
الجميلاتُ
 
تركنَني.
© 2024 - موقع الشعر