بَقَايَا

لـ فاضل سفّان، ، بواسطة فاضل سفّان، في غير مُحدد

بَقَايَا - فاضل سفّان

بَقَايَا
مهداة إلى الصديق نوفل صلاح
من نَشوةِ الروحِ لا من دمعة الأَرَقِ
عزفتُ نغمتَها نهراً من الأَلَقِ
 
حملتُ فيها صباباتي معتّقةً
وأطيبُ الشهد ما تُدنيه كفُّ شقي
 
أيامَ نرسمُ للنجوى معالِمَها
في وثبةِ الكِبْرِ لا في شهقةِ النَزَقِ
 
دنانُها من رياض الوجْدِ مُترَعةٌ
وكأسُها لم تَزَل موّارةَ العبَقِ
 
تهفو إلى نُهْزةٍ عَجلى نعاقرُها
غِبَّ المشاوير في تنهيدة القلقِ
***
أحبابُنا في سواد العين منزلُهم
ما غاب طالعهم عن رفّةِ الحَدَقِ
 
كانت لنا في رحاب القلبِ أمنيةٌ
يهِلُّ خاطرُها في كلِّ مُفترَقِ
 
نجوزُ بارقَها صحْواً فيمطرُنا
على التخيّر من بيّارة الغَدَقِ
 
ما كان أكرمَها دنيا منعّمةٌ
نامت على مِقةٍ في خافقٍ شَبِقِ
 
في هجعةٍ حلّ ماضيها بحاضرِها
كيما تهيمَ على بوابةِ الطُرقِ
 
فأين أمسُكَ إذ شالت نعامتُهُ
وأين يومُكَ إذ أشفى على الغَرَقِ؟
 
لم يبقَ منا سوى وهمٍ نعانقُهُ
ونستجير به في حاضرٍ زَلِقِ
 
نقيسُ فيه مداراتِ الورى خُطَباً
جوفاءَ ما رجحتْ في كفّ مُستَبِقِ
 
تلك الهُنيهاتُ ما أسخى مواسمَها
حينَ المتارفُ تأتينا على طَبَقِ
 
مرّت كما مرّ أهلُ الوِدِّ أجمعُهم
وهذه بعضُ ما أبقت من الحُرْقِ
 
خذها –أبا سامرٍ- للودّ خالصةً
فنحن جُذوتُها في الخَلْقِ والخُلُقِ
© 2024 - موقع الشعر