خَاْنَتِ الذَاكِرةَ - فاضل سفّان

خَاْنَتِ الذَاكِرةَ
ألقيت في مهرجان المربد
في 16 /11/ 2000
غنائي أشدُّ لظىً من حسامٍ
ترنَّحَ في وهدة الذاكرةْ
وماءُ الحياة أشفّ حياءً
من الحكم تصدره عاهرةْ
نشدتُ السلامَ ببوحٍ جريحٍ
تغلغلَ في نكبةٍ ظافرةْ
وهُدْبي مقَرَّحةٌ إذ أنامُ
على الجمر أحلم بالآخرةْ
وكيف يعانقنا مِهرجانٌ
وما في الذرا غيمةٌ ماطرةْ
ومن ذَلَّ في عَزَمات الرجالِ
يعشْ في حمى هِمّةٍ قاصرةْ
ويومي أحدُّ رؤىً من حِمامٍ
وصمتي له نبرةٌ آمرةْ
وأعجبُ ما عزّنا من ظلامٍ
مقولتُنا: خانت الذاكرةْ
***
كفانا نصفِّقُ للمتخمينَ
ونجمل أوجاعنا الباهرةْ
ونحيا كما شاء ذاك ( العظيمُ)
أرانب تفزعُنا الصافرةْ
جنى العمرِ يُسفَحُ في خطوتينِ
وتهمتُنا أبداً حاضرةْ
ومقبرةُ الريح طوعُ يدينا
تجوز بنا ضحكةً ساخرةْ
وماذا نؤمِّلُ والقارعاتُ
بصحن الفلاةِ وفي الحاضرةْ
نجرُّ الخُطا في سُرى بهلوانٍ
وأفواهُنا كالصدى فاغرةْ
تفرُّقنا هِِزّة الصولجانِ
وتجمعُنا صيحةٌ زاجرةْ
تدبّرْ فما ظلّ في القوم (قيسٌ)
يجوبُ الديارَ ولا (عامرةْ)
وكلُّ العواصم أضحت سبايا
تحنُّ لأيَّامها الغابرةْ
ترجّلْ فليتكَ لم تركبِ الخيلَ
أو تدفعِ الرَّكْبَ في هاجرةْ
يمامُ الرّبا شرَّدتْه الحقولُ
ولمّا يزلْ يَنشدُ الآصرةْ
***
سلامٌ على الذلّ يوم وُلِدْنا
ويوم نُزَفّ قابرةْ
هناك سنمضي سكارى كأنّا
تحلّ بنا نكبةٌ جائرةْ
عليها يكون الجزاءِ قصاصاً
ننال به ضربةً فاقرةْ
© 2024 - موقع الشعر