في البَاْلِ أُغْنِيَةٌ - فاضل سفّان

في البَاْلِ أُغْنِيَةٌ
تمّتْ فلا محنةٌ تُخشى ولا خَطرُ
تَبَارَكَ الصمتُ في قومي هو الظَفَرُ
جاروا علينا وما زالت جحافلُهمْ
تُخاتلُ الرَكْبَ في زهوٍ وتَنْتَقِرُ
فلا قريشُ تُنجّينا وقد فُتِنَتْ
ولا ثمودُ وقد أودتْ بها العُصُرُ
***
شبّابتي من صدى الأوجاعِ أعزفُها
ومن حريقٍ على الصحراءِ يَستعرُ
يا أمّةً كلُّ نجواها سرابُ رؤىً
تعيدُه كلَّ يومٍ ثمّ تختصِرُ
هنا كبا في رِهانِ السبْقِ فارسُها
وههنا ما خبا في مأزِقِ وتَرُ
ومن هنا وعدُنا الميمونُ مشرقُهُ
وها هو الدربُ ما ضلّتْ به النُذُرُ
ونحن كالعِيْسِِ في البيداء سائمةٌ
تأويبُها ما ترامى في المدى عَطِرُ
ولم نزل في سواد القلب نرسمهُ
(سيفَ الإمام) ومجداً كاد يندثرُ
***
لملمتُ في الأمسِ أحلامي أجنّدُها
لعلّها في سماء الوعدِ تَزْدهِرُ
لكنّها حين مسّ الظنُّ ساحتَها
تجندلتْ في عجيجِ الفِكْرِ تحتضرُ
ما ذاك من وهَنٍ أرسى بساحتها
لكنها لزمام الحقّ تَفتقرُ
***
سارَ الخلِيُّ إلى وهْمٍ ينادمُهُ
وسِرْتُ يأسى على مشواريَ العمُرُ
والقومُ نامتْ على ذلٍّ منابرُها
والدربُ يدمى ولا سمعٌ ولا بَصَرُ
وما رقَمْنا على الأسطارِ مِنْ مُثُلٍ
تضيعُ من قبل أنْ تندى به السُوَرُ
***
في البال أغنيةٌ والشامُ تعزفُها
وفي سُرى قِممِ الأهرامِ تنبهرُ
في الأمس كان لها عزفٌ وجعجعةٌ
لكنها رغمَ جدّ السيرِ تنحسرُ
والأرضُ حبلى وفي أسمى مرابِعها
تطاولتْ جوقةُ (السِكْسونِ) تأتمرُ
قومي هُمُ الهمُّ لا همٌّ يغالبُهُم
فما مقامي إذا أودى به الحَذَرُ؟
فزِنْ خُطاكَ على نهجٍ تحدِّدُهُ
فأنتَ بالفعل لا بالقول تنتصرُ
***
© 2024 - موقع الشعر