بَوْحُ الشَذا - فاضل سفّان

بَوْحُ الشَذا
في زَحمةِ الفِكْرِ لَمْ أَعْشَقْ ولَمْ أرِدِ
ما بالُها دُميَتي الحَسْناءَ في حَرَدِ؟
قَضَيْتُ شَطرَيْنِ مِن عُمْري أَصُدُّ لظىً
واليومَ تهجعُ أحلامي على بَرَدِ!
يعومُ في لُُجَّةِ التيّار كلُّ غَوٍ
وأرتمي أَتَقَرّى دَفْقَةَ الزَبَدِ
وحدي أَعدُّ رسومَ الآفِليْنَ خُطاً
وكنْتُ أسبقُ قَبْلَ الراجِميْنَ غَدي
***
يَوْمانِ للمَرْءِ في أَسْفارِ جَعْبَتِهِ
يرعاهما رغمَ ما يُخفيهِ مِنْ جَلَد
عِشقُ الصِبا في شِغافِ القَلْبِ يَزْرَعُهُ
وصفعة الشيب ترديه على كَبَدِ
لو كنت أحسبُ أن الشيب يزخمني
مارحتُ أرغب عن ( خمارة البلدِ)
 
***
عَزَفتُ في زَحمةِ الأيّامِ مَلْحَمَةً
حَشرْتُ فيها ضَلالاتي ومُعتَقَدي
ولم تَزَل في تُخومِ القَلْبِ بارِقَةٌ
أريجُها بَعْضُ ما سَوَّيتُهُ بِيَدي
بَوْحُ الشذا فتْنَةٌ رفَّتْ بِباصرَتي
وسَهْمُها لم يَزَل يَشتارُ في كبِدي
قُطُوفُها في ظِلالِ الوَعْدِ دانِيَةٌ
ورَوْضُها ما خَلا مِنْ طائرٍ غَرِدِ
ومِحْنَتِي أّنّني ما خنتُ طلّتها
على غواية سَحْرِ المالِ والوَلَدِ!
وطفلتي كُلَّما عَزَّتْ مَرائرُها
تَخالُني وَحْدِيَ المسؤولُ عن سَهَدي
لا كُنْتِ يا حلوتي الزهراءَ صادِقَةً
أنْ لَمْ تَصوني وَجِيْبَ القَلْبِ للأبَدِ
***
© 2024 - موقع الشعر