سيكونُ عرسٌ - فاديا غيبور

سيكونُ عرسٌ- قال لي شيطانُ شعري-
وستقطفينَ زنابقَ الكلماتِ من نبضِ المدينةِ
وهيَ توسِعُ قلبَها للقادمينْ
سيكونُ عرسٌ- قال لي-
فلتدخلوا أبوابَ زحلةَ آمنينْ
ولْتقرؤوا أورادَها مكتوبةً بالياسمين
سيكون عرسٌ- قال لي-
ستكونُ أشجارٌ مرصّعةٌ بأزهارٍ من المرجانِ
أنهارٌ مسافرةٌ إلى الأشجارِ
أسرارٌ مخبّأةٌ على الأهدابِ
قافيةٌ مغامرةٌ
ولهفةُ عاشقاتٍ
يبترِدْنَ على ضفافِ النهر من حُمّى
ويملأنَ الجرارَ بخمرةٍ علويةٍ
ينتابُها ظمأٌ قديمْ
سيكونُ عرسٌ- قالَ لي شيطانُ شعري-
وإذا بزحلةَ ترتدي أقمارَ دهشتِها
وترحلُ نحو صدري
كي توقِظَ النبضاتِ في قلبي
فتنفتِقَ الدّماءُ على احتمالاتِ الجنونْ
وأصيحُ من ولَهٍ:
خذيني زحلةَ الأحلامِ حرفاً في كتابِكْ
أنا روحُ عاشقةٍ تخبَّأ في إهابِكْ
يا جارةَ الوادي التي غنّى لها (شوقي)
هبيني قوسَ نارٍ من شبابكْ
آتي إليكِ صغيرةً والحبُّ يشهدُ أنّ بي
نهراً قديماً للجنونِ كمثلِ ما بكْ
فلكمْ قبسْتُ الشّعرَ من (فوزي)
يُطوِّفُ في رحابِكْ
ودخلتُ عبقرَ في مساءاتِ الهوى
وملأتُ كأسي منْ شذاكِ ومن شرابِكْ
منكِ الفصاحةُ تبتدي أسماؤها
وبكِ العروبةُ من سماكِ إلى ترابِكْ
يا دارةَ الشعراءِ ظلّي صرْخةً
تحدو على الأيامِ إيقاعَ الدّماءِ على السنابكْ
...........
آتي.. وأعرف أنَّ لي في زحلة الشّمّاءِ أهلا
الحبُّ عطرُ وجوهِهمْ شيخاً و.. طفلا
عاشوا بقلبي عمرَهُم...
وبحبِّهم يغدو رنيمُ الشعرِ... أحلى
أوَكلَّما عانقتُ وجهاً مشرقاً
ألفيتُهُ ينحلُّ في عينيَّ.. كُحلا؟!
يا نهرَها.. يا سرَّها الأزليَّ.. (بردونيَّها)
باللهِ كمْ ناجيتَ عاشقةً وكمْ سامرْتَ كهلا
لأكادُ أقسمُ بالجمالِ على ضفافِكَ قد تجلّى
إنْ أنتَ إلاّ الكوثرُ الموعودُ
 
حورَ العينِ والغلمانَ.. ملاّ
 
ورأى بزحلة جنة أرضية
 
فاختارَ واديها محلاّ
 
وتهاطلَتْ أمواهُهُ نشوانةً
 
فتفتَّحَتْ ورداً.. وفُلاّ
 
وتأوَّهتْ قطراتُهُ عند الضحى
 
فامتدتِ الآهاتُ.. ظلاّ
 
آتي أنا..
من أرضِ عِشتارِ الخصوبةِ
من دمشقِ الصامدينْ
الحبُّ ينثرُني على كفّيكِ زحلةُ
ثمَّ يجمعني فيزهرُ في شراييني الحنينْ
وأضمُّ (كُلِّي) طفلةً.. كانتْ
وأنثى بازدهائِكِ.. تستعينْ
فليبْقَ وجهُكِ ساطعاً
ولتونِعي يا زحلةَ الشعراءِ والأحرارِ
والفكرِ المُبينْ
ولتشمخي ولتورِقي
ولترتقي مرَّ السنينْ
ولْترتقي
مرَّ السنينْ
© 2024 - موقع الشعر