حقائب بلا سفر - علي صدقي عبدالقادر

حقائبي، حقائب السفر
 
تظل طول الليل لا تنام، تشرب القمر
 
لأنها مثلي يشوقها السفر
 
والليل والسهر
 
تحلم بالفنادق البعيدة
 
بأوبتي أواخر الليل، إلى الفنادق البعيدة
 
تظل تستعيد
 
صفير القاطرات
 
تجتر حتى خفقة التذاكر الممزقة
 
تئن تحت مثقب المفتش الكبير للقطار
 
سمعتها تلوك أغنيات
 
بحارة في سفن السياح
 
أذكرها من زمن بعيد
 
تود تطير
 
لكل ميناء وبلدة تود لو تطير
 
إلى الشمال حيث الصيف يهمي بالمطر
 
وبالعيون الزرق في محطة السفر
 
بالثلج، بالغيوم، بمظلات المطر
 
* * *
 
حقائبي في الليل تزرع الأحلام!!!
 
على وسادتي، بالليل، بالظلام
 
وتعصر الأنغام
 
وتبتني لي غرفة، هناك في الشمال
 
هناك حيث الحب، والثلوج، والمطر
 
والرقص في السحر
 
والشمس في العيون الزرق تستحم
 
هناك في الشمال
 
مراقص لليل، للمحار، للآل
 
يبعنني السلال والغلال.....
 
بقصة شرقية عن (شهرزاد)
 
عن مخدع الحريم
 
بدورق من شعر (قيسنا المجنون)
 
هناك حيث أذلق الأشعار
 
والشوق والأوهام
 
أرى بعيني مولدي الجديد
 
تلدني أمي، الحياة، من جديد
 
عند اعتناق الليل والنهار
 
وألتقي برغبتي التي تنام من أجيال
 
فتكسر الثلوج
 
ويزهر الربيع
 
ويسقط المطر
 
حباته من رغبتي صور
 
أواه من حبات رغبتي، من المطر
© 2024 - موقع الشعر