حقائبُ الأحلام

لـ علي كحوش، ، في غير مصنف، آخر تحديث

حقائبُ الأحلام - علي كحوش

حقائبُ الأحلام.... اشعار علي كحوش
 
كنتُ طفلاً ارضعُ
من حقولِ الوردِ حلمٌ
وفي جسدي طفلٌ
يُعذبني يُراودني
حريةٌ وحبٌ وخبزٌ وسلمٌ ؛
وعلمني الوردُ
ان يكونَ لي شوكٌ
رغمَ الجمالِ
وأنَّ دمَ الاعداءِ
في ارضي حلالي؛
وكنا في حدائقِ القمحِ
نقتسم لقمةَ الخبزِ الضئيلة"
نسافرُ مع الايامِ
وعلى اكتافنا
حقائبُ الأحلام الثقيلة"
تعلمنا في مدارسنا
أنَّ الشبابَ لهم الغدُ؛
وحلمهم مخلدُ؛
مالي أرانا كبُرنا
وأُجهضت حقائبُنا
فتهاوت أحلامَنا
وفي آذانِنا
صوتٌ من خلفِنا
كالمزاريبِ
في وقتِ المطرْ ؛
ولم يبقى في حدائقِنا
حريةٌ ولا حبٌ ولا زهرْ؛
وجداولُ الماءِ
أُغشيت بِكارتها
فما عادت
طاهرةٌ ولا عذراء ؛
وما عادَ في حقولنا خبزٌ
ولم يعدْ الرسامُ
في بيتنا
يرسمُ لوحةٌ خضراء ؛
فلطخت الدماءُ عروبتنا
وربيعنا العربيُّ
لوحةٌ حمراء ؛
وأضحى جهادنا ارهاب
وتقدمنا خلعُ الحجاب
وللفاسدينَ في بلادنا
حصانةٌ وانياب ؛
والغربانُ في البلادِ
قد باعتكِ يا بلادي
وترابكِ بالمزادِ"
ولم يبقى لنا سهلٌ
ولا نهرٌ ولا وادي ؛
فأصبحنا نتسولَ
رغيفَ خبزٍ زهيد
وحينما تعلوا اصواتنا
ضمائرهم نُضربُ بالحديد"
وشبابنا ضاعَ علمٌ
بلا عمل
وماعادَ في حقائبنا
حلم يؤتمل؛
فأجهضوا أحلامنا
قبل الولادة
وقالوا لنا
انْ إصمتوا
فان الصمتَ والجوعِ عبادة"
لكنا رغمَ المحن
سنبقى على ارض الوطن"
سيبقى في حناجرهم
ذاك الطفلُ البَليد "
سنلملمُ احلامنا
من جديد ؛
ونُخيطها بخيطٍ
من حديد؛
نبتهلُ حلماً قيصرياً
من رحمِ فجرٍ جديد ؛

مناسبة القصيدة

"كتبت وقت حشرجات النفس حزنا على ما وصلت اليه بلادي من فساد وتعدد حكومات ثم ما وصلت اليه الأوضاع في بلادنا العربية من دماء واقتتال الله المستعان"
© 2024 - موقع الشعر