رياحُ الشَّوق - عبد العزيز سعود البابطين

يا رياحَ الشَّوقِ هُبّي
مَزِّقي أشرُعَ حُبّي

أغرِقي الدُّنيا بنأيٍ
مثلَما أغرقْتِ قلبي

أبرقي يا سُحبَ هَجْري
أرعِدي رعبًا برُعبِ

أمطِري سُمّاً وشَوكاً
وازرَعي الأرضَ بِجدْبِ

وامنعي الزهرةَ تنمو
أو أرى البذرةَ تُربي

فلَقَد ملّ فؤادي
هجرَ أحبابي وصَحبي

ولقد مَلّتْ جفوني
سَهَرَ الليلِ وكَرْبي

أمتطي الآمالَ حيناً
فيُجافينيَ رَكْبي

وَهْيَ حيناً تَتَنَامى
بينَ أعماقي وصُلبي

يا زمانَ الوصلِ عُدْ لي
وأعِدْ خَفْقاً بجَنْبي

ودَعِ الزَّهرةَ تَحيا
لأرى البَذرةَ تُنبي

وانثُرِ الحُسْنَ ربيعاً
يزدَهي الكونُ بخصبِ

واملأِ الدُّنيا عبيرًا
وغِناءً عبرَ دَربي

فلَكَ الشَّوقُ يُنادي
ولَكَ الحُبُّ يُلَبّي

لا تَدَعني يا زمَاني
رهنَ إعصاري ونَحبي

قيْدَ خوفٍ ينهَبُ العُمْ
رَ ويُلقيني لشَيبي

قبلَ لُقياكَ لِتمحو
راحِماً غربةَ قلبي

© 2024 - موقع الشعر