إيكو بين العرافة والشرافة! - أحمد علي سليمان

ضاقتِ الطفلة بالتنجيم ذرعا
لم يَكنْ مِن مُفردات الجهل بِدْعا

وله في الناس أشياعٌ وبَأسٌ
ولدَى (إيكو) يُدَعُّ الكلُّ دَعَّا

جُلهم طوْعُ الأحاجي باقتناع
ساء تسليماً ، وساء القومُ وضعا

جُلهم رَهنَ التماهي ، وقليل
مِن فِئام الناس مَن يُقلون طبعا

هل أصابَ القومَ مَسُّ أو جَنونٌ
كي يكونوا للذي يَهوون طوعا؟

وحَكاياهم تُبَكِّي مَن تلاها
تذرفُ الأعيانُ مما قيلَ دمعا

واسْتمرَّ الأمرُ في البلوى عُقوداً
في القضايا يَقطعُ التنجيمُ قطعا

ألّفتْ أورادَها (إيكو) ، وصاغتْ
نصَّها شِعراً وتطريباً وسَجعا

وادَّعَتْ للغيب عِلماً بافتئاتٍ
وأخافتْ مِن أمور الغيب رَبعا

همُّها مما ادَّعتْه جَمعُ مال
مِن جُيوب القاصدين ، وخاب جمعا

ساقتِ الأوهامَ تِرياقاً لقوم
ما اسْتقاموا ، ما دَرَوا دِينا وشَرعا

صدِّقوا الوهمَ ، وخالوا الإفك حقاً
ثم باتوا بالذي خالوه صَرعي

ثم جاءتْ طفلة تُزجي سُؤالاً
حط عن (إيكو) أراجيفاً ودِرعا

وأمام الناس إيكو لم تُجادلْ
بعدما ضاقتْ بها الطفلة ذَرعا

أعلنتْ توباً ، وفاضَتْ مُقلتاها
وارتضَتْ بالسِّلم مِنهاجاً ونبعا

جَلَّ شأنُ الله يَهدي مَن تزكّى
ويُدَسِّي مَن أبى الإسلام شَرعا

مناسبة القصيدة

(ظلتْ إيكو تُمارسُ العَرافة عُقوداً ، والناسُ يصدقونها ويثقون فيها. وذات يوم جاءتها موعظة على يد طفلةٍ مُسْلمةٍ سألتْها: في نفسي سؤالٌ لك أرجو أن تُجيبي عليه بصراحة! فسألتْها إيكو قائلة: ما هو؟ فقالت البنت: سؤالك هذا دليل على أنك لا تعلمين الغيب ، فلو كنت كذلك لما سألت! وهنا أسقِط في يدِ إيكو ، وبُهتتْ أمام الناس وتابتْ وأنابت ، وحمدت الله تعالى! فكتبتُ عنها هذه القصيدة أصف ما كانت عليه من عرافة قادتها إلى الخرافة ، كما أصف ما آلتْ إليه من هدايةٍ قادتها إلى الشرافة! فسبحان ربي يُضل من يشاء ، ويهدي إليه من يشاء!)
© 2025 - موقع الشعر