لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ - صفي الدين الحلي

لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ
بِسَلامٍ راقٍ لِقَلبي السَليمِ

لَاِلتَقَينا قَبولَها بِقَبولٍ
وَشُفينا مِنها وَلَو بِالسُمومِ

وَلَوَ اَنَّ الرَسولَ جاءَ بِطِرسٍ
لِمُحِبٍّ مِن بَينِكُم في جَحيمِ

قُلتُ عِندَ الإِيابِ يا نارُ بَرداً
وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ

هُدهُدٌ هَدَّ قَوَّتي حينَ لَم يُل
قِ إِلى العَبدِ مِن كِتابٍ كَريمِ

جاءَ يَسعى بِكُلِّ طِرسٍ نَضيدٍ
جاءَ مِن لَفظِهِ بِدُرٍّ نَظيمِ

بِمَعانٍ مِنَ الجَزالَةِ كَالصَخ
رِ وَلَفظٍ مِن رِقَّةٍ كَالنَسيمِ

فَتَوَسَّمتُهُ فَكانَت مَعاني
هِ لِقاحاً لِكُّلِ فِكرٍ عَقيمِ

سَيِّدي بَل سَمِعتُ عَنكَ كَلاماً
هُوَ في مُهجَتي شَبيهُ الكُلومِ

إِنَّ مَولايَ قَد تَوَلَّعَ جَهلاً
بَعدَ سِقطِ اللَوى بِوادي الصَريمِ

وَرَوَوا عَنهُ أَنَّ ذاكَ زَواجٌ
ثابِتٌ يَقتَضي شُروطَ اللُزومِ

ثُمَّ قيلَ اِهتَدى فَيالَيتَهُ دا
مَ عَلى ذَلِكَ الضَلالِ القَديمِ

فَتَنَفَّستُ حَسرَةً وَتَعَوَّذ
تُ مِنَ الشَرِّ بِالسَميعِ العَليمِ

رَبُّ رُشدٍ مُلَقَّبٍ بِضَلالٍ
وَشَقاءٍ مُلَقَّبٍ بِنَعيمِ

© 2024 - موقع الشعر