وَغايَةُ الرّوح طَيَّ الرّوح قَد خَفيت - جبران خليل جبران

وَغايَةُ الرّوح طَيَّ الرّوح قَد خَفيت
فَلا المَظاهِرُ تُبديها وَلا الصُّوَرُ

فَذا يَقولُ هِيَ الأَرواحُ إِن بَلَغَت
حَدَّ الكَمالِ تَلاشَت وَاِنقَضى الخَبَرُ

كَأَنَّما هيَ أَثمارٌ إِذا نَضِجَت
وَمَرّتِ الرّيحُ يَوماً عافَها الشَّجَرُ

وَإِذ يَقولُ هِيَ الأَجسامُ إِن هَجَعَت
لَم يَبقَ في الرّوحِ تَهويمٌ وَلا سَمَرُ

كَأَنَّما هِيَ ظِلٌّ في الغَديرِ إِذا
تَعكّرَ الماءُ وَلّت وَامّحى الأَثَرُ

ظَلَّ الجَميع فَلا الذرّاتُ في جَسَدٍ
تُثوى وَلا هِيَ في الأَرواحِ تحتضَرُ

فَما طَوَت شَمألٌ أَذيالَ عاقِلَةٍ
إِلّا وَمَرّ بِها الشّرقي فَتَنتَشِرُ

© 2024 - موقع الشعر