البذاذة من الإيمان - أحمد علي سليمان

عُلوُ شأنك بالإيمان والعملِ
لا بالتجمّل والإرفال في الحُللِ

مازلت تلبسُ أثواباً مُزركشة
تختالُ فيها ، وتمشي مِشية الحَجَل

بذاذة المَرء مِن إيمانه انبثقتْ
إن الذي قال هذا سيدُ الرسُل

كُنْ في حياتك مُسْتناً بسُنتهِ
ترشُدْ ، وتسلمْ مِن الزلات والعِلل

دَع الثيابَ لمن بحسنها فتنوا
ولا تعِشْ عبدَها ، للنهي فامتثل

عاشوا بلا هدفٍ إلا مَظاهرهم
هل المَظاهرُ تُغني المرءَ عن عمل؟

كم يسترُ الثوبُ من عُيوب صاحبهِ
وليس يجلبُ تجميلاً لمُرتذل

وليس يمحو الذي قارفت مِن نَزق
ولن يٌزيلَ الذي تأتيه مِن ضَلل

عِشْ بالعقيدة والتوحيد مُشتغلاً
أكرمْ بعبدٍ بدين الله مُشتغل

البسْ نظيفاً ، وكنْ في اللبس معتدلاً
أكرمْ بمحترم في اللبس معتدل

لا تجعل اللبسَ ميزاناً تقِيسُ به
مقدارَ (زيدٍ) ، فذا مِن أخبث الزلل

الثوبُ يسترُنا ، فلا تدل به
ككل مُنبهر باللبس مُحتفل

لن يرفع الثوبُ مَخفوضاً ، فكنْ فطناً
ولن يُضِيفَ له شيئاً مِن الجَلل

ولن يُقلل ثوبٌ قدْرَ صاحبه
إن كان ذا أدب ، أو كان ذا مُثُل

لله في خلقه - يا صاحبي - سُننٌ
فاعملْ بما سَنه ترشُدْ وتكتمِل

مناسبة القصيدة

(إنه لا بد من التسديد والمقاربة في مسألة اللباس والثياب! فلا تكون هناك المبالغة الزائدة عن الحد ، ولا يكون هناك الإهمال والرغبة في الرثاثة وعدم النظام في الثياب! حقيقة البذاذة من الإيمان! حقيقة قررها النبي – صلى الله عليه وسلم -. وإذن فكيف يمكن التوفيق بين الزهد في الدنيا وقول الرسول عليه الصلاة والسلام (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) ، في ما معناه حيث إن أبا بكر رضي الله عنه كان يلبس المرقع ، وعمر وابنه ما استطاعا أن يشتريا ثوباً جديداً؟)
© 2024 - موقع الشعر