ضُعفُ رَأسي وَقِلَّةُ الإيمانِ - صفي الدين الحلي

ضُعفُ رَأسي وَقِلَّةُ الإيمانِ
أَوجَبا ما رَأَيتَ مِن هَذَياني

وَالجُنونُ الفُحشُ الَّذي صِرتُ مِنهُ
خارِجاً عَن طَبيعَةِ الإِنسانِ

فَبِحَقّي أَموتُ يا مالِكَ الرِق
قِ فَاِثنِ عَنِ المُدامِ عِناني

إِنَّ شُربَ النَضوحِ يَسلِبُني الرُش
دَ فَكَيفَ المُشَعشَعِ الخَرَكاني

ضَرَّني شُربُهُ بِغَيرِ مِزاجٍ
في أَوانٍ دارَت بِغيرِ تَوانِ

إِنَّ سوءَ المِزاجِ مِنهُ وَمِنّي
موجِبٌ ما شَهِدتَهُ بِالعِيانِ

وَلِذا أَنَّ مُنتَهى غايَةِ السُك
رِ حَرامٌ في سائِرِ الأَديانِ

بِتُّ أَشكو جَورَ الكُؤوسِ وَساقٍ
كُلَّما قُلتُ قَد سَكِرتُ سَقاني

إِن أَقُل كُفَّ قالَ هاكَ بِحَقّي
أَو أَقُل مُتُّ قالَ لي في ضَماني

وَغُلامٍ كَالشَمسِ في خِدمَةِ الشَم
سِ يُحَيّي بِالشَمسِ بِنتَ الدَنانِ

بِعُقارٍ تَظَلُّ تَفعَلُ بِالعَق
لِ فِعالَ النُعاسِ بِالأَجفانِ

فَلِهَذا قَصَّرتُ في آدَبِ النَف
سِ وَطالَت بِهِ يَدي وَلِساني

فَأَنا اليَومَ في خُمارَينِ مِن سُك
رٍ وَفِكرٍ أَعَضُّ مِنهُ بَناني

فَاِعفُ وَاِصفَح عَمّا تَخَيَّلَهُ السُك
رُ فَبَعضُ الحَياءِ مِنكَ كَفاني

© 2024 - موقع الشعر