السر العتيق للشاعر مديح أبوزيد - مديح أبوزيد

اهْدِمْ بُيوتَ الآمنين
مُشَرِّدًا
 
فالأرضُ تكتبُ ما فَعَلْتَ
وَتَشْهَدُ
 
تحت الرُّكَام
يظلُّ جُرمُكَ ماثلا
ويُسَطّرُ التاريخُ
كيف تُعَرْبِدُ
 
يا أيها المُحْتَلُّ
هذا مسجدي
هذي الكنائسُ
قد تهدّمَ مَعْبدُ
 
لَمْلمْ قنابلَكَ الزكيّةَ إنّهَا
أضحتْ غباءً
مثل فعلكِ
تَسْردُ
 
لَمْلِمْ رصاصكَ
إن قدرتَ فإنهُ
بين الحُطام
يفوحُ غدرًا
للرَّضِيع يُشرّدُ
 
فالأمُّ جفّفتِ الدمُوعَ
ومزّقتْ كفَنا
بسرٍّ قد أتاها
حين جاءَ الموعدُ
 
وتُجمّعُ الأبناءَ
من أشلائهم
صاروا عظاما
والرّفاتُ تُبَدّدُ
 
وتبوحُ بالسرِّ العتيق
لطفلها إنْ ودّعتْ
نمْ لا تخفْ
مِن نَبْتِ عظْمتكم
صلاحٌ عائدُ
 
وتقومُ تنفُضُ
ما تبقى من ثيابٍ
ترتقي
وتعودُ تنظُرُ للسَّمَاءِ
وتَسْجدُ
 
اسمعْ نِداءَ الصَّامدين
بل ارتعدْ
فالأرضُ تُنْبِتُ عِزّها
والشمسُ تنشر ضوءها
رغم الظلام
وتَصْمُدُ
 
يا أيها المُحْتَلُّ
كلَّ حِكايتي
تُتْلى
وتُكْتَبُ
ذاك وعدٌ سَرْمَدُ
 
فلسوفَ يأتيكَ القَصَاصُ
ولن تدومَ
ولن تعودَ
وإنما
يوما تزولُ
ومن دِيَاري تُطْرَدُ
 
فلئن هَدَمْتَ
وإنْ قتَلْتَ
وإنْ قَطَعْتَ مَفَاصِلي
حتْمًا
يعودُ الحقُّ
فوقك يصعدُ
#مديح_أبوزيد
© 2024 - موقع الشعر