لا وقت للدُمي ، يا بُني - أحمد علي سليمان

إنْ دُمّرَ الحِمى
وسالتِ الدما

واستأسدَ العِدا
وسَلّ مِخذما

وَجَندلَ الورى
وباللظى رَمى

وقال ما ارتأى
وزخرفَ الفما

وعاث في الدنا
وبات أرقما

وهدّدَ النسا
إن بتْن في الحِمى

فالموتُ موعدٌ
أو عيشة الإما

إن هَدّمَ البِنا
واختالَ مُجْرما

وظلمُه اعتدى
وقهرُه استمى

ونارُهُ زكتْ
في الأرض والسما

ولم يرَ البلا
إذ غرّهُ العمى

وصالَ صولة
وزرعُهُ نما

وروّجَ الفِرى
وكالَ علقما

وكادَ ظالماً
واحتالَ مُغرما

واغترّ بالقوَى
جداً ، ودمدما

وحِرتُ في الذي
أتاه مُرغما

وقلتُ: يرعوي
وقِيلَ ربما

وعزمتي هوتْ
والدمعُ قد همى

فيا فتى أفقْ
لا وقت للدُمَى

مناسبة القصيدة

(عندما يَجترئُ الأعداءُ الكفرة الفجرة الغدرة على إراقة الدماء وهدْم البيوت وانتهاك الحُرُمات ، ويخذلُ المظلومين القاصي والداني ، وترخصُ النفوسُ وتهونُ على أصحابها ، وتقتربُ أسبابُ الموت ، وتبتعدُ أسبابُ الحياة ، فإنه لا وقت للدُمى! وإنما هو الاستعدادُ للشهادة! وهناك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر يطيب السمر ويحلو الاستمتاع بالنعيم المقيم! واصطراعُ الحق والباطل سُنة لا تتبدل ولا تتخلف! ومناسبة القصيدة أن يُعثر على طفل نجا من تحت الأنقاض وقد أمسك بالدمى يضمها إلى صدره!)
© 2024 - موقع الشعر