تحية لمصانع الأزياء الإسلامية - أحمد علي سليمان

حَيّ الكِرامَ ، وضاعفِ التقديرا
وزدِ التحايا رقة وعبيرا

واحشدْ مِن التبيان ما تُزْكِي به
فحوى الكلام ، وتصبغ التصويرا

واخترْ جميلَ اللفظ يُبهجُ تالياً
واكتُبْ بعاطفةٍ تفيضُ شعورا

حتى تُحَيّي بالقريض أماجداً
طهُروا لدينا نِية وضميرا

نذروا - لرفعة دينهم - أموالهم
برضىً ، وما انتظروا لذاك نظيرا

ستروا النساءَ مَحبة وكَرامة
حتى نرى لبسَ النساء سَتِيرا

بذلوا عزيز التضحياتِ رخيصة
إذ يمقتون تبرجاً وسُفورا

فإذا مصانعُهم تُصَمم ما ارتأوا
وغدتْ ثيابُ الفضليات سُتورا

وإذا الجلابيبُ السوابغ فصّلتْ
وفقَ النصوص ، فأحدثتْ تغييرا

وإذا بأخمرة النسا فضفاضة
حتى تُخَمّرَ ما علتْ تخميرا

وإذا بأنقبة الوجوه كثيفة
كي لا تشِفّ ، فتُظهر المستورا

وإذا العباءاتُ احتوتْ ما تحتها
لم تُبدِ – للمتهافتين - نحورا

فغزا شوارعَنا التحجّبُ والحيا
وكأن - حول السائرات - خدورا

ومصانعُ الأزياء أثمرَ غرسُها
إذ غلّبتْ – وفقَ الكتاب – الشورى

وعلى الشريعة فصّلت أثوابَها
قطناً طوتْهُ مُفصّلاً ، وحريرا

يا باذلين الخيرَ ، بُوركَ سعيُكم
وحباكُمُ المولى النعيمَ وفيرا

حَكّمتمُ الشرعَ المطهرَ في الذي
فصلتموه ، وحُزتمُ التقديرا

وسترتُمُ النسوانَ مِن عُرْي بدا
مُستأصلاً قِيماً تُعِز ودُورا

وطرحتُمُ المُوضاتِ خلف ظهوركم
إذ تُعْقِبُ المُوضاتُ تِلك سعيرا

أخضعتمُ الأزياءَ للدين الذي
أمسى - بتزكية الأنام - جديرا

أنتم على ثُغر عظيم ، فاثبُتُوا
فالله يأجرُ مَن يصُونُ ثُغورا

حُفِظتْ مصانعُكم ، وضُوعِفَ ربحُها
وأنالكم ربُ السماء أجورا

مناسبة القصيدة

(أبعث بهذه التحية الشعرية لأصحاب وصواحب مصانع الأزياء الشرعية الإسلامية ، التي تُفصل عباءات وأنقبة وقفازات وجلابيب النساء وفق الشروط التي نص عليها الكتاب والسنة! فلم تخضعْ لسَدنة الموضات ، ولا لأرباب بيوتات الأزياء ، ولا للعادات ، ولا للأعراف ، ولا للتقاليد ، ولا للأمزجة ، وللأهواء! مضحية في سبيل ذلك بالغالي والنفيس! وإن خسرتْ مكاسب طائلة ، وإن كان زبائنها وزبوناتها قليلين! وأسأل الله أن يُعّوض أصحابها جميعاً! ولستُ هنا أسمّي أحداً بعينه ، ولا مصنعاً باسمه لئلا تكون دعاية وإعلاناً! وأنا كتبتُ تحيتي الشعرية لله تعالى! يعلم الله نيتي! إن أصحاب هذه المصانع من الذين ضحّوا بأموالهم في سبيل الفضيلة وستر نساء المؤمنين وبناتهم ، ليستحقون التحية حيث لم يكونوا من عبيد المال الذين سخروا أموالهم في سبيل العُري والسفور والإباحية والتهتك من عبيد المال! لقد عنيتُ بقصيدتي أصحاب المصانع التي تصمم الأزياء الإسلامية وفقاً لكتاب الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -! ولم أعن أبداً من يركبون الموجة باسم الإسلام ، ويصممون ويفصلون الأزياء حسب الموضات والعادات والتقاليد! لا وربي ما قصدتُ هؤلاء!)
© 2024 - موقع الشعر