تحية أهل الشعر - أحمد علي سليمان

يا شِعرُ أكْرمْ جِيئة الضِيفانِ
وأفضْ عليهم من صَدَى التحنانِ

رحبْ معي بقدوم أطيب زمرةٍ
واغمرْهمُ بتحيةٍ وتهاني

وأدمْ أغاريدَ اللقاء رطيبة
واصدحْ بترنيم الهوى الرنان

واشمَلهمُ بالعطف يُسعد زائراً
كي يَشعروا بمَحبةٍ وأمان

يا شعرُ جاؤوا بالشرافة والعُلا
والسؤدَد المترفع المُزدان

واحترتُ كيف أسوقُ عطرَ تحيتي
دُرراً من النفحاتِ والتبيان

فطفقتُ أبْدِي للقريض تشوّقي
لكتابة النص الأريب الآني

ويراعتي خطتْ بدون ترددٍ
ما جال في نفسي من العرفان

يا زمرة الشعراء تُوِّجْنا بكم
تاجاً يُعِز كرامة الإنسان

ولقد وُعِدنا بالكواكب خمسة
من أهل بذل الخير والإحسان

ولنحن (أهل الشعر) نستهدي بكم
في غيهب التنظير والأوزان

يا (حامدَ) الخيراتِ شِعرك طيبٌ
ونراه منذ بدأته ذا شأن

أنا يا ابن (زيدٍ) أغتذي بمَعينكم
وجعلتُ ما قد صُغته برهاني

هذي (فحيحيلٌ) تُرَجّعُ شعركم
في عالم الذكرى بكل تفان

و(الأحمدي) تخصّكم بمديحها
وتُذيعُه في سائر البلدان

يا (عازميُّ) رُزقتَ فِطنة شاعر
وحَباك ربُ الناس لِينَ بيان

إن كانت الفصحى ، فأنت مُجيدُها
واللفظ مَفهومٌ لدى الأذهان

أو كنت في نبطِ القريض فقِمة
والصِيتُ من (نزوى) إلى (جيزان)

وسل (الكويتَ) عن (ابن زيدٍ) تلقهُ
بالشعر زخرفَ صَفحة الديوان

والشاعرُ (القرقاحُ) شرّفَ جَمعَنا
ومَجيئه ما كان في الحُسبان

حتى أهلَّ بطلعةٍ مُضريةٍ
مَرحَى بفذٍ من بني (قحطان)

يا (ابن الفلاح) لك المدائحُ رُصِّعتْ
باللؤلؤ الفضي والمَرجان

فاغمز جوادَ الشعر ، واختصرِ المَدى
واطرحْ قصيدَك بين ذي الفرسان

وانظرْ إلى (حمَد السعيد) وأولهِ
حُباً وتكريماً وخير معاني

يا (آل مزعلَ) فاخروا ، وتفاخروا
بسليلكم ، والمَجدُ منكم داني

يا سادة (الجهراء) أثمرَ زرعُكم
(حمدٌ) تفرّدَ بالعطا المُتفاني

وب (شاعر المليون) أشرقَ نجمُه
دررُ البيان على الجموع حَواني

وإذا تراه مُقدِّماً لنصوحِه
هو خيرُ أبٍّ خيِّرٍ مِعوان

و(الروضة) انطلقتْ تسوقُ قصيدَها
حباتِ ماس غلفتْ بجُمان

مَرحى بقِنديل القريض أتى لنا
يُزجي إضاءاتٍ من (السودان)

مُتجشماً مِحَنَ الرحيل وجهله
أهلاً بروضةَ زينة النسوان

(كسلا) تَشَرّفَ تُربُها وتُرابُها
بكِ تدفعين دَغاولَ العدوان

أدركتِ كهفَ الشعر بعدَ رَقيمِه
وحَذقتِ نظمَ الشعر بالأوزان

وأراكِ للتفعيل مِلتِ تساهلاً
والأصلُ نظمُ الشعر بالميزان

(عُش القصيد) هفا إليكِ مُعاتباً
لتعود شاعرة إلى الإيوان

و(الحُلم) يا أختاه طارَ جناحُه
واليومَ لا يقوى على (الطيَران)

(مُدُنُ المنافي) تستغيثُ ، وتشتكي
وترومُ عيشَ الناس باطمئنان

يا (روضة) السودان هيا أتحفي
هذي المسامعَ بالقريض الحاني

وب (عائض) يا (روضُ) هيا رحّبي
بقصائدٍ تسري إلى الآذان

هو شاعرٌ خبر القريضَ بقضّه وقضيضه
فيهِ أرى (القرنيَ) ذا سلطان

وهجا ، وناظرَ مُمْسكاً بعَنانه
هل مثلُ (عائضَ) مُمْسكٌ بعَنان؟

ودعا وأفتى بالأدلة ناشراً
بين الخلائق شِرعة (العدنان)

ورمى بسهم الشعر في نحْر العدا
فأصابَ سهمُ الشعر قلبَ جبان

قل للضيوفِ: اليومَ يا مَرحى بكم
أهلاً وسهلاً مَعشرَ الأعوان

للهم فاغفرْ للضيوف جميعِهم
ما ليس نعلمُه من العِصيان

رباه لا تفتنُ قلوبهمُ بما
قلناه من إطرائنا الريان

رباه واجعلهم غِياثاً نافعاً
يهمي بأخصب أربُع ومَغاني

رباه وانفعْنا بهم ، وانفعْ بنا
من نستعينُ به سوى الرحمن؟

رباه أبحرْنا ، وأنت مَلاذنا
مَن نستجيرُ به سوى الديان؟

مدٌ وجَزرٌ والعُبابُ وظلمة
ونعوذ بالمُتعال ذي السبحان

هذي سفينتنا تمد شراعها
لتقلكم يا صفوة الركبان

والمشرفون يتابعون مسيرَها
ومُديرُهم يرتادُ كالرُبان

مَخرتْ سفينتنا العُبابَ ، وأبحرتْ
والنورُ يملأ غرفة القبطان

نور (الجُروبِ) ، ونورُ أضيافٍ أتوْا
وصدى القصيدة ذانك النوران

إن (الجُروبَ) اليوم يسطعُ نجمُه
والفضلُ للمتكبر المنان

مناسبة القصيدة

تحية أهل الشعر (أحيي ضيوفنا الشعراءَ الكِرام الكِبار: حامد زيد ومحمد فلاح القرقاح وحمد السعيد وروضة الحاج والدكتور عائض القرني ، ضيوفاً علينا في: (أهل الشعر)! والعرب تقول: إن الدار التي لا تعرفُ الضيف مَقبرة لساكنيها. ولا تزال أقوال الشعراء من عصر امرؤ القيس إلى يومنا هذا تتناول الضيف ومُضيَفه على جميع البحور والأوزان والقوافي والألفاظ! وقال قائلهم: (قلتُ له أهلاً وسهلاً ومرحباً فهذا مبيتٌ صالحٌ وصديقُ). وآخر: (وإنا لنقري الضيف قبل نزوله ونشبعُه بالبِشر من وجه ضاحك). وتعرب العرب عن حبها للضيف ، وتكادُ تُمَلكُه الدار وساكنيها ، فتقول: (يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل). وعموماً أردتُ بقصيدتي هذي الترحيب بالشعراء العماليق الذين لا نزكيهم على الله تعالى! وهذا من باب أنهم وفدوا علينا فقط! وأراهم أعظم مني شعراً وقدراً وأداءً وأعرف قدري وحجمي! ولا عيب أن يرحب الدون بمن هو أعلى منه!)
© 2024 - موقع الشعر