الغربة على يديك - أحمد علي سليمان

كنتُ أهوى زيجة بالحب أشهى
وانطلاقاً بالنكاح العفّ أزهى

فانطلقتُ - في المتاهاتِ - وحيداً
فإذا بي أنتهي - صدقاً - لمَهوى

ونهاني سيدُ القوم ، ولكنْ
لم أعِرْ أيّ اعتباراتٍ لمَنهى

قِيلَ عُدْ للدار ، لن تعدِمَ زوجاً
قد أحبّتك ، وباتت بك ولهى

صرَّحتْ بالحب ، لم تصمُتْ حياءً
تلك منا ، وهْي ليست بعد شَوْها

جعلتنا شفعاءَ ، فاتبعنا
مَن تحب عَيشها أحلى وأشهى

قد تكونُ مَن تخيّرتَ عروساً
أجملَ الغادات يا ولهان وَجْها

ثم تسقيك شقاء العيش جَبراً
ومِن الأعداء هذي الزوجُ أدهى

قلتُ: كلا ، إنني بالحال أدرى
والتي اخترتُ وربّ الناس أبهى

وتزوجتُ ، وكان السحْرُ أقوى
فإذا بالغادة الحسناء بَلها

لعبتْ بالنار حتى أحرقتنا
وإذا بالبيت - للأصهار - مقهى

في مهبّ الريح أمسى كل شيء
مِن بيوتِ العنكبوت البيتُ أوهى

وكأني اخترتُ مَن تلعب دوراً
والتقيتُ الزوج في حفلة ملهى

فاغتربتُ رغم أني وسط أهلي
حلّ بي ما كنتُ يوماً عنهُ أنهى

مناسبة القصيدة

الغربة على يديك (تزوجَ من غير قبيلته ليُزيل الوحشة والغربة التي ابتلي بها في عشيرته. فإذا بالعروس المختارة تزيده غربة على غربته ، ووحشة على وحشته. يقول الأستاذ محمد المنجد في مسألة: (حسن اختيار الزوجة) ما نصه: (إن المرأة الصالحة واحدة من أربع من السعادة ، فالمرأة السوء واحدة من أربع من الشقاء كما جاء في الحديث الصحيح ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: «فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، ومن الشقاء المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك». قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ، ينبغي على صاحب البيت انتقاء الزوجة الصالحة بالشروط التالية: • «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» (متفق عليه ورواه البخاري انظر فتح الباري). • «الدنيا كلها متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» (رواه مسلم). • «ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا ولسانًا ذاكرًا ، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة». (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن ثوبان صحيح الجامع). • وفي رواية: «وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتـنز الناس». (رواه البيهقي في الشعب انظر صحيح الجامع). • «تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة» (رواه أحمد عن أنس وقال في إرواء الغليل صحيح). • «عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحامًا ، وأعذب أفواهًا وأرضى باليسير». (رواه ابن ماجه وهو في السلسلة الصحيحة وفي رواية) ، وأقل خباً: أي خداعًا. • وكما أن المرأة الصالحة واحدة من أربع من السعادة ، فالمرأة السوء واحدة من أربع من الشقاء كما جاء في الحديث الصحيح وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: «فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، ومن الشقاء المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك». (رواه ابن حبان وغيره ، وهو في السلسلة الصحيحة). • وفي المقابل لا بد من التبصر في حال الخاطب الذي يتقدم للمرأة المسلمة والموافقة عليه حسب الشروط التالية: • «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض». (رواه ابن ماجه وهو في السلسلة الصحيحة). والرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتًاً صالحًاً ، لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً).هـ. يقول الأستاذ عادل فتحي عبد العال ما نصه: (تبدأ السعادة الزوجية بحسن الاختيار: فحريٌ بمن أراد أن يكمل نصف دينه أن يحسن اختيار شريكة العمر ، وللناس في ذلك دروب وأحوال ، فمن باحث عن امرأة حسناء ومن باحث عن الغنى والمال ، ومن باحث عن ذات الحسب والنسب ، والإسلام دين الفطرة لم يكن ليأمر أصحابه بأن يتركوا ذات المال والجمال والحسب والجاه ، إنما يأمرهم أن يكون جُل اهتمامهم بذات الدين ، الشريفة العفيفة ، التي صانت عِرضها ، وحفظتْ مفاتنها أن يراها من لا يحل لها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تنكح المرأة لأربع: لجمالها ، ولحسبها ، ولمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين ، تربت يداك]. متفق عليه. أي ليكن أساس اختيارك ذات الدين وإلا التصقتْ يداك بالتراب كناية عن الخسران والشقاء ، وقال صلى الله عليه وسلم: [الدنيا متاع ، وخير متاعها الزوجة الصالحة]. رواه مسلم. لماذا كانت ذات الدين أفضل؟ ويجيب عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول: [ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله]. رواه أبو داود والنسائي.
© 2024 - موقع الشعر