الغربة على يديك - أحمد علي سليمان

كنتُ أهوى زيجة بالحب أشهى
وانطلاقاً بالنكاح العفّ أزهى

فانطلقتُ - في المتاهاتِ - وحيداً
فإذا بي أنتهي - صدقاً - لمَهوى

ونهاني سيدُ القوم ، ولكنْ
لم أعِرْ أيّ اعتباراتٍ لمَنهى

قِيلَ عُدْ للدار ، لن تعدِمَ زوجاً
قد أحبّتك ، وباتت بك ولهى

صرَّحتْ بالحب ، لم تصمُتْ حياءً
تلك منا ، وهْي ليست بعد شَوْها

جعلتنا شفعاءَ ، فاتبعنا
مَن تحب عَيشها أحلى وأشهى

قد تكونُ مَن تخيّرتَ عروساً
أجملَ الغادات يا ولهان وَجْها

ثم تسقيك شقاء العيش جَبراً
ومِن الأعداء هذي الزوجُ أدهى

قلتُ: كلا ، إنني بالحال أدرى
والتي اخترتُ وربّ الناس أبهى

وتزوجتُ ، وكان السحْرُ أقوى
فإذا بالغادة الحسناء بَلها

لعبتْ بالنار حتى أحرقتنا
وإذا بالبيت - للأصهار - مقهى

في مهبّ الريح أمسى كل شيء
مِن بيوتِ العنكبوت البيتُ أوهى

وكأني اخترتُ مَن تلعب دوراً
والتقيتُ الزوج في حفلة ملهى

فاغتربتُ رغم أني وسط أهلي
حلّ بي ما كنتُ يوماً عنهُ أنهى

© 2024 - موقع الشعر