أغداً ألقاك؟ معارضة للهادي آدم - أحمد علي سليمان

أغداً ألقاك؟ يا سع
دَ فؤادي بالغدِ

طابتِ اللقيا وطاب ال
ملتقى العذبُ الندي

هاج بي شوقي وحبي
إيهِ ، يا دنيا اشهدي

لامَني الماضي على ما
بيننا مِن عُقَدِ

حَلها لولا عِنادي
كان حقاً في يدي

*******************
*******************

آهِ كم أخشى انفعالي
يجعلُ القربى سرابا

ويُحيلُ الود بُغضاً
في دُنا مَن يتغابى

وأنا أدركتُ حجمي
وإليّ الرشْدُ آبا

وفؤادي ازدادَ وعياً
وإلي الخير أنابا

وكذا عقلي ارتقى بي
إذ رأى الرُجْعى صوابا

*******************
*******************

أنت يا زوجي وحبي
وحياتي وفتوني

بك طابت ذكرياتي
ومعاشي وسُنوني

أنتَ يا شارحَ عِلمي
أنتَ يا باني شؤوني

أنت من علمت نفسي
كيف أجتاز مَنوني

أنت من حفظت نصاً
بالمعاني والمُتون

*******************
*******************

كم أناديك بقلبي
فاسمع الآن النداءْ

ما يئستُ ، إي وربي
بل ألِحّ في الدعاء

عُدْ إلى البيت رجاءً
عودة تُزجي الهناء

وتناسَ الخلعَ ، واذكرْ
نحن لسنا غرباء

نحن زوجان بنينا
أسرة تهجو الشقاء

*******************
*******************

أسرة لولا التلاحي
لم تُملها الغِيَرُ

هذه الدنيا طوتْها
فاحتواها الكدر

حكّم العقلَ ، وفكّرْ
كم تُفيدُ الفِكَر

واعتبرْ فيما دهانا
كم تُفيد العِبَر

أيها الزوجُ كفانا
أين أين النظر؟

*******************
*******************

ارحمَ الزوجَ التي تش
كو الضنا جبراً إليكْ

وتحدتْ أهلها خو
فاً وإشفاقاً عليك

لم تُردْ غيرَك زوجاً
ما لها حُبٌ لديك؟

أذعنتْ ترجو وصالاً
وهْي ذي بين يديك

فتفكرْ ، وتأملْ
يا أخي في حالتيك

*******************
*******************

وغداً تبتشرُ الدا
رُ بنا ، فالعَود أحلى

ثم ينأى الضنكُ عنا
ونرى للضيق حلا

وغداً نسعد أولا
داً وعيشاً ومَحلا

وغداً نزرعُ ورداُ
ثم ريحاناً وفلا

وغداً نرشد جيلاً
لا يرى في العيش جهلا

مناسبة القصيدة

أغداً ألقاك؟! (معارضة لقصيدة أمير شعراء السودان الهادي آدم!) (كانت هذه الزوجة اليمنية تعيش مع زوجها آمنة مطمئنة. وفجأة قالت له: إلى متى انشغالك عنا بالأسفار والتجارة؟ أنت هكذا تتركُ عليّ حِمل الأولاد وتربيتهم وتوجيههم! وصحيحٌ أنك تكفينا الأموال التي نحتاجها ويزيد ، ولكنني مللتُ الحياة بسبب انشغالك وأسفارك! فوعظها فلم يُجد الوعظ ، ونصحها ولم ينفع النصح ، فحاول الإصلاح وقلل من السفريات والرحلات! وأناب غيره ولكن دون جدوى! فقررتْ أن تخلع نفسها منه! وهناك في المحكمة وبعد نقاش حكيم جميل مع القاضي الشرعي المحنك المحترم الفقيه ، أشار عليها القاضي باقتراح يمهد للخلع الذي تطلبه! وهو أن تجرب البعد لفترة فإن استراحت جاءت لتنفيذ الخلع! فرضيت! وقبلت بالبيت وإيجار العقارات وأكرمها زوجها في هذا الاقتراح جداً! وبعد شهور أرسلت له رسالة عبر الهاتف من كلمتين وأجاب عليها بكلمتين! فما نص رسالتها؟ قلنا كلمتان هما: (أرجو الرجوع!) فماذا كان نص رسالته؟ أيضاً كلمتان هما: (ألقاكِ غدا!) ومن هنا تخيلتُ المرأة تسأل زوجها قائلة: (أغداً ألقاك؟!) وقلتُ في نفسي: أختار قصيدة أمير شعراء السودان الهادي آدم بك لأعارضه حكاية عن هذه المرأة! وأعرف قدري وحجمي وأحفظ للشاعر الكبير الهادي آدم مكانته بين شعراء العرب المعاصرين! أقول ذلك حتى لا يحاكمنا الأزوال قائلين كيف تعارض شاعرنا؟! وكأن المعارضة رجس من عمل الشيطان! يا جماعتنا المعارضة فن من فنون الشعر العربي معروفة من عهد امرؤ القيس إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة! ولي شرف المحاولة دائماً! ومن هنا كانت قصيدة: أغداً ألقاك؟! وصممتُها تخميساً شعرياً! وذلك في محاولةٍ منا لتصوير الفرحة والسعادة بالأسلوب اليماني! ذلك أننا اعتدنا على معايشة الأحزان اليمنية والأفراح اليمنية في أغلب ما كتبنا عن اليمن وأهله!)
© 2024 - موقع الشعر