يوميات مغترب - صالح مهدي عباس المنديل

1
 
سدني ٢٠١١
مذكرات مغترب
هبطت في ارض عجيب جمالها
رقيق ملامسها غزيرة الخضار
ولكني غريب الوجه فيها و اللسان
اذا نزلت في دروبها و عرصاتها
وجدت بها الغانيات الغيد
و الحور الحسان
نحمد الله اذا انقذنا من كربة
شعواء و اسكنا
بلاداً هي في الارض الجنان
فيها الغمام الغر
تهمي سواجم
بالغيث فتروّي روضٍ من جنان
 
منية القلب لولا
فراق الأحبة فيها والأهل بعاد
و غربة الأوطان
الصخور هنا
ألق بها منورة
كأنها سطرت بياقوت أو جمان
حتى السماء صافية
ليس يشوبها
غبار أو دخان
ثم ناخ على الأفق شيئ
اسمه الغريب
الة عرجاء
قيمتها محض الأداء
وجه سحنته سمراء
تهامس الرفاق
يا ترى من اين جاء
شبح يجول في الأحياء
الريبة و الحذر:: نداء
هناك غريب في المدينة
لا عزاء
اذ خيم الصمت على المساء
لا وجه له
بلا قناع
ناسيا لنعمة الشمس
بلا ضياء
خيمت اشباح الظلام
على المدينة
عن الكلام احجم المساء
يقول ان كلامهم
محض رياء، هراء في هواء
و صمته كبرياء
اذا كلمتهم كانك
ناديت رمسيس المومياء
انا فيها حر طليق في الهواء
مقيد بأصفاد
و اعمل ما تشاء !!
ليت شعري ما الحياة
في اناس تعساء تراهم سعداء
و بعد ذاك كله
حساب و فناء
، مغتربون لاجؤون
الغريب
من هنا مرَّ بلا أثر
و هناك تلاشا و اندثر
الة عرجاء تنحت الصخر
في مخيم من اشباح
اشباه البشر
الوجوه اقنعة
ابتسامةٌ مصطنعة
نفوس تجسد العناء و الضجر
يومهم طويل
لا سهر فيه ولا سحر
كان المدينة تتلاشى ابدا
حين يبزغ القمر
ثم بعدها يتثائب المساء
من وطأة الضجر
غير ابهاً
بالنجوم أو بأضواء القمر
السنون اسرعت على عجل
تسابق الدهر
و الغريب يلعن الأيام و القدر
بلا هوية ، ولا عنوان
شيئا فشيء مثل نخلة
قطعت اغصانها
و تقتلع من الجذر
لا هوية لها مثل باقي انواع الشجر
ليت صبري
ماذا يصنع الغريب
ازهاره غير انواع الزهر
ابحث عن طريق
الى هناك يعود بي
يوصلني الى العراق
او مزنة ممطرة تغسل ذنوبي
في المحيط
ارتوي منها و تمسح الام الفراق
فهل لاحت بشائر
الرجوع في الآفاق؟
نعم لقد ضاق على الطاغية
الخناق!
ربما تقر عيني بوفاق
اذ حان من الأحبة
موعد للقاء و العناق
لكن الضباع احذر الضباع
عيونها على الجيف سباق
يبقى العراقي مخذول
مضاع
تجلده السموم على المدى
للغاشمِ ملك مشاع
كل ما فيه حتى الضمير
بأبخس اثمان يباع
قد لاحت البشائر
انتهى من كان
ظالم و جائر
تصدر كل صعلوك
بلا حياء داعر
سقط المتاع
في كل محفل لديه
منافقٌ و شاعر
كل دعي جاء من خلف الحدود
اسلاب من بين المقابر
رعاة لا تؤتمن على جمع الأباعر
احرار قتلوا
بلا ذنب و لا جرائر
على الهوية نقتلكم
و نعلم السرائر
نحرر المدائن
بلا وازع نغتصب الحرائر
هنا دولة القانون
و صولة القبيلة و العشائر
و مسؤول لا رادع له
عن فعلة الصغائر
لا تحملن همي ابداً
حسبي ان احياعلى ذكرى المآثر
© 2024 - موقع الشعر