بين الله و الشيطان - حامد حسن معروف

شفتانِ ، عاطرتان ، لاهبتانِ
حنتا على شفتيك ؟ أم شفقان ؟
 
سقتاك خمر الشاعريّة ، والهوى
وقضيت من ظمأٍ ، فما سقتاني !!
 
وجديلتانِ ، لميمتان من السنا
رفّافتان عليك ، نافحتان
 
وغمسیتان بكل ما لهث الشذا
في مهرجان العطر في نيسان
 
وعلى امتداد العاج فوق تلاله
شمخت من الياقوت مزرعتان
 
لك منهما ماشئت من نُفح ، ومن
لُفح ، ولي لهفي ، ولي حرماني
 
یا صاحبَ القلم المغمَّس باللَّظى
بالعطر ، بالأنداء ، بالألوان
 
شعر جمعت به الحياة ، وكل ما
فيها ، وكل نوازع الوجدان
 
شعر به لله أغنية ، عسی
يرضى ، !! وللعَطِرات أغنيتان
 
وأنا امرؤ وزّعت أيامي إلى
قسمين : بين الله ، والشيطان
 
ماعشت منقطعاً إلى محرابه
ورعاً ، ولامتمرّغاً في الحان
 
واليوم تنكرني الحياة كأنني
في الشعر قافية بلا أوزان
 
فالمترفان : شباب أمسي ، والهوى
لو يعبران علىّ ماعرفاني
 
أنا ظل إنسان أضاع شبابه
بالأمس ، أو خبر عن الانسان
© 2024 - موقع الشعر