سحر

لـ حامد حسن معروف، ، في الغزل والوصف، 3

سحر - حامد حسن معروف

سَحَر . . کرمی لعيني سحَر
ولأتراب الصبا ، والصِّغر
 
علقت عينَيْ نبيّ ، شاعر
كوخه في طلّة المنحدَر
 
كان بالأمس ، ملاكاً ، بشراً
ثم صار اليوم .. فوق البشر
 
وله أرجوحة .. مشدودة
بالدراري .. بالضحى .. بالقمر
 
ويقولون بنى خيمته
من حبال اللهب المستعر
 
وله بيت عروس . . هادئ
وادع خلف حدود النظر
 
مستحمّ بالضحی طاف به
کل نیسان ، نديّ ، عَطِر
 
وصبايا الجن . . يطفرن على
سطحه .. في أمسيات السّمر
 
غُنّة الأرغنّ فيه . . وبه
بحّة الناي . . وبوح المزهر
 
إنه يبحث عن مُلهمة
عن نشيد ضائع . . عن وتر
 
يملأ الليل حنيناً لأئعاً
زراعاً بالشوق ... قلب الحجر
 
تعب الدرب الذي تسلكه
سحر . . للموعد المنتظر
 
أسمر الطلعة ... واشوقي إلى
قبلة .. فوق الجبين الأسمر
 
دبّ يسري .. في دمي .. في جسدي
سحر عينيه . . دبيب الخدر
 
فتعالَينْ نزره مرة
واضياع العمر .. إن لم نَزُر
 
واسبقي الشمس . . وطيري نحوه
سبقتنا الشمس .. إن لم نطر
 
واطرقي الباب ، فإن لاح ، ولم
يتبسم ... فابسمي ... واعتذري
 
نافذ العين . . يرى ما لا نری
فاحذري عينيه ... أو .. لا تحذري
 
يتلهّى الشعر فينا ... والهوى
فكأنا ألهيَات القدر
© 2024 - موقع الشعر