كوخ الشاعر - حامد حسن معروف

شاعرٌ .. أن يعبسَ الدَّهرَ ابتسمَ
عاشَ أغنى النَّاس ... لكن بالألمْ
مرحباً بالجرح هدّاراً .. ولا
بوركَ الجرحُ ، إذا الجرح التأمْ
ألمٌ...شعرٌ...عذابٌ ، .. كلُّها
نعمٌ ، فليغدق الله النعمْ
 
لا تحطِّمه ... وفي قيثارهِ
فيضُ وحيٍ ، و أضاميم نغمْ
لو تری کوخي، وأطفالي به
بعضهم نام : وبعض لم ينمْ
لو تری کوخي، وكوخي عدم
عدم...هلا تصوَّرتَ العدمْ ؟؟
موحشٌ کالقبرِ في أعتابهِ
تصفر الريحُ ، وترفض الدِّيمْ
بابه مثلي جبان ، كلَّما
جابه الريح ، دعاني و انهزمْ
وبقايا کتب عفّى على
لونها كفِّي ، و دمعي ، و القدمْ
 
وقطيعاً من صغاري بعضهُ
فوق بعض ... كالنفايا ... كالرِّممْ
يمضغ الآلام ، يجترَّ الشقا
كيف لا يجترّ في الكوخ الغنمْ ؟؟
أنا لولاهم ... لما أمتدت يدي
اسأل الدُّنيا ... و لم أنقل قدمْ
لا تحطِّمه وهذا شأنه
أنت لاترضى، ولاترضى القِيَمْ
 
لعنةُ الله على "العيش" الذي
صيّر الشاعر من بعض الخدمْ
 
هتفوا لي ... صفّقوا ... لكنَّني
متُّ بالجوع ، ... وماتوا بالتخمْ
فرشوا دربي وروداً ... زرعوا
أضلعي شوكاً ، و يأساً و ندمْ
ساغت اللقمة في أشداقهم
واستحالت في يديَّ دمعاً، و دمْ
وقفة الحرّ أبيّاً ألبست
وجه جلّاديهِ ذلّ المتهمْ
صارع الأيام جبَّاراً ولم
يخفض الهام ... ولم يعبد صنمْ
أنا في دنياي روض مهمل
أنا فيها خمرة لم تلق فمْ
© 2024 - موقع الشعر