كبرياء الشهيد - حامد حسن معروف

الضُّحى أم قميصُكَ الأرجوانُ؟
يتحدَّى بهِ الخلودَ الزَّمانُ
 
دمدمَ الجرحُ هادراً يخطبُ المج
دَ وهل يعوزُ الجراحَ البيانُ؟
 
قطرةٌ .. قطرةٌ .. على الرَّملِ فالرَّم
لُ علی عُقْمِهِ جنانٌ جنانُ
 
كبرياءُ الشهيد لا تصفع الغد
ر امتهاناً ... تبارك الإمتهانُ
 
أمَّةٌ ضلَّتِ السَّبيلَ وأغوا
ها عن القصدِ والهدی شیطانُ
 
تجهلُ الحقَّ والحياةَ ولا یُكْ
رُم فيها الإلهُ والإنسانُ؟؟
 
لم تخفْ لعنةَ الحياةِ وهل خا
فَ أذى سمّ نابِه الأفعوانُ؟
 
لم تصنْ إرثها التَّليدَ فأضحى
عُرضُها مثلَ أرضِها لا يُصانُ
 
كلُّ قطرٍ لهُ أميرٌ وجندٌ
ونظامٌ مميَّزٌ وكیانُ
 
تلبسُ العارَ والمذَّلةَ مادا
مَ فلانٌ يسوسُها وفلانُ
 
لا تسلْ منْ هما؟ فقد يدنَسُ السم
عُ إذا قلتَ: من هما ؟ واللِّسانُ
 
شاه عرشاهُما ولا بورك العر
شُ ولا تاجُه ولا الصَّولجانُ
 
والعباءآت أين كانت ويدري اللي
لُ والعارُ أينَ كانتْ .. وكانوا
 
لا فلسطينُ روَّعتهُم ولا الجو
لانُ من همِّهمْ، ولا لبنانُ
 
حاكموا الخصمَ والصَّديقَ ولا يد
رونَ من برَّأوا، ولا من أدانوا
 
يمنعُ العُربُ كلَّ شيءٍ عن الشَّا
مِ ، وتعطي شبابَها "إيرانُ"
 
يبرأ اللهُ والعروبةُ والإس
لامُ من تقاعسوا واستكانوا
 
أمَّةً أسلمتْ ولم يدخلِ الإس
لامُ في قلبها .. ولا الإيمانُ
 
يُقتلُ الحقُّ والرِّسالاتُ والإن
سانُ فيها ... وتُذبحُ الأوطانُ
 
"عمرٌ" كيف ماتَ؟ مات قتيلاً
و "عليٌّ" وقبلهُ "عثمانُ"
 
منْ أشدُّ الوری نفاقاً وكفراً؟
هل همْ الفُرسُ؟ أم همُ الرُّومانُ؟
 
أنا لمْ أظلم الأعاريبَ لكنْ
هكذا قال فيهمُ القُرآنُ
 
کلُّ تاريخهمْ شقاقٌ وكيدٌ
ومجونٌ وخمرةٌ وقيانٌ
 
تعملُ القينةُ البغيَّةُ ماشا
تهُ، لا ما يشاءهُ السُّلطانُ
 
من أباح "الرَّشيدَ" تاجاً وعرشاً؟
إنَّها "البربريَّةُ الخيزرانُ"
 
منْ تكنْ فيهمُ الخيانةُ طبعاً
هل تعينَهمْ إذا قلتَ: خانوا
 
أيُّ شيءٍ أقولُ فيهم وقد صا
روا هوانا؟؟ فهل يُهانُ الهَوانُ؟
 
كيف تغفو الشَّآمُ عیناً وقد صا
رَ على كلِّ جانبٍ ثعبانُ؟
 
أصبح النِّيلُ دارهُمْ بعد ما قا
مَ بهِ، الكيذبانُ والثُّعلبانُ
 
لم يعيثوا ولم يجُوسوا خلال ال
أرزِ لولا الدَّليلُ والدَّيدبانُ
 
حظُّ أبناءِ "سارةَ" المنُّ والسَّل
وی وأبناءِ "هاجرَ" الحرمانُ
 
أين طوفانُك المدمِّرُ يا ر
بِّ ؟ ولكنْ ... لأيِّنا الطُّوفانُ؟
 
يا شباباً تمرَّدوا واستخفُّوا
باللَّظى في شبابهِ واستهانوا
 
طوَّفوا بالجحيم وافترشوا الجم
رَ سريراً ممهَّداً و استلانوا
 
عصَّبوا بالصَّباحِ فجرَ الجراحا
تِ، وحلُّوا بها الجباهَ و زانوا
 
لم يخافوا -وللقيامة هولٌ-
هل قضى الكونُ، أم تلاشى الكيانُ؟
 
حدَّثوا عنك يا "أنيسُ" وما غا
لي ولا بالغ الشُّهودُ العيانُ
 
كلُّ شبرٍ جهنَّمٌ و أعاصي
رُ،وفي كلِّ خطوةٍ بركانُ
 
فتقحَّمْتَها وما راعك الزِّل
زالُ، والراعداتُ، والنِّيرانُ
 
طوَّحَ الغدرُ بالشَّجاعةِ والغدْ
رُ على فتکه .. جبانٌ .. جبانُ
 
إنَّهُ العمرُ!!! هكذا شاءت الأق
دارُ لا يُشترى ولا يُستدانُ
 
هل شذى قبرِكَ الزَّكيِّ على التلَّ
ةِ؟ أم هل تنهَّدَ الرَّيحانُ؟
 
أم حنا الصَّقرُ يحضنُ القبرَ فالقب
رُ حنينٌ وشهقةٌ وحنانُ
 
أين من ناظريَّ طيفُ أبي الصَّف
رِ ؟ وأين الشَّبابُ والعُنفوانُ؟
 
والحديثُ الشَّهيُّ والبسمةُ الأش
هى، وأينَ الهدوءُ والاتِّزانُ؟
 
هل يعودُ الرَّبيعُ؟ هل يسكُب العط
رَ علی کلِّ تلةٍ نيسانُ؟
 
قصَّرَ الشِّعرُ عن عُلاكَ وما وفّا
كَ مهما تأنَّقَ المهرجانُ
 
عانقتْ قبرك الضُّحى وتلاقَى
في تراهُ العبیرُ والزَّعفرانُ
© 2024 - موقع الشعر