و ذلك كبرياء الدهر - حامد حسن معروف

مررتُ على نديَّكَ والرُّبوعِ
أُهدهدُ حُرقةَ الكبدِ الوجيع ِ

غفون خلون بتنَ بلا مجيبٍ
إذا ناديتهنَّ ولا سميعِ

أبا النضر المتيَّم بالمعالي
وبالمجد الأثيل أخي ولوعِ

دروجٌ في مناهج ِ سابِقيهِ
کرامُ النَّاسِ أسيادُ الجميع ِ

لكَ النُّعمى عليَّ ولستُ أنسی
يدَ النُّعمى ولا بالمستطيع ِ

سأنثُرُ في رثائكَ عِقدَ قلبي
فخذْهُ من دمي لا مِن دموعي

وأشكوك الزَّمانَ وكلَّ سهمٍ
يُسدِّدُه الزَّمانُ إلى ضلوعي

تھيضُ جراحُه كبدي وقلبي
كأنَّهما على جنبي "يسوع ِ"

ولم تُشفِقْ على جفن ٍ قریح ٍ
بكى حتَّى تخضَّبَ بالنَّجيع ِ

وجاوزتُ الشَّبابَ إلى مشيبي
وما مطر الزَّمانُ علی ربيعي

أسيرُ وتملأُ العثراتُ دربي
و يجحدُ من أحبُّهمُ صنيعي

وذلَّلَ كبرياءَ الدَّهرِ أنَّي
أبيٌّ غير ذي وهن ٍ ودیع ِ

جلوتُ أبا "المحمَّدِ" في خيالي
جلو الشَّمسِ في شفقِ الطُّلوع ِ

تباركَ من خيالٍ شاعريٍّ
شرودِ يملأ الدُّنيا وسيع ِ

وراحَ اللَّيلُ مخموراً نديَّاً
وغارَ به الهزيعُ من الهزيع ِ

ولحتَ وناظري لهفٌ وشوقٌ
لنا من عالمِ الغيبِ المنيع ِ

تطالعني بما رشفت جُفوني
وأسكرها من الألقِ البديع ِ

ظمئتُ إلى اليقينِ و كلِّ هدي ٍ
نزلتُ بهِ على ظمئي وجوعي

شعوبُ الأرض جاوزت الثُّريَّا
وعالمها إلى الهدفِ الرَّفيع ِ

وشعبكَ والجموعُ تسیرُ یأبى
عناداً أن يسيرَ مع الجموع

تخلَّف عن بني الدُّنيا رقيا
بلا عذرٍ لديهِ و لا شفيعِ

يحنُّ إلى الخلاف حنين أمٍّ
نأت دارا عن الحدثِ الرَّضيع ِ

هنالك معشر صغروا وهانوا
وما ارتفعوا عن الغرضِ الوضيعِ

إذا سنحتْ لهم فُرصُ المخازي
غدوا مثل الذِّئابِ على القطيع ِ

عجبتُ لهم إذا شرعوا بأمرٍ
بدا غرضُ الهوى قبل الشُّروع ِ

وغدرُ الخائنينَ أمرُّ منهُ
توقّعُ شرِّهِ قبلَ الوقوع

لئن ورثوا حقوقُهم اكتساباً
فحقُّ بني أبي حقٌّ طبيعي

لقد شربوا خصومتنا نقيعاً
وما طعموا بها غيرَ الضَّريع ِ

سلامٌ من "أبي حسن ٍ عليّ ٍ"
علی "حسنِ بنِ أحمد" والفروع ِ

أطوف ببقعة القبر المرجَّى
كأنَّي بالطَّفوف وبالبقيع ِ

© 2024 - موقع الشعر