جاعت النار - حامد حسن معروف

أيقظوا راقدَ الحنين وناموا
أينَ من نازفِ الجراحِ التئامُ ؟
 
لم تهدهدكِ يا جراحُ دموعٌ
هادراتٌ، ولا مُدامٌ مُدامُ
 
کرِّموها فإنَّها - يشهدُ الل
ُه - جبالٌ مقدَّساتٌ کرامُ
 
بوركت هذه الجبالُ المُنيفا
تُ و "بهراء" بعضُها و "اللُّكامُ"
 
أخصبتْ من دمِ الشَّهادةِ والأر
ضُ إذا أجدبت يجود الغَمامُ
 
يعرفُ الدَّهرُ منْ هم المحرزيّو
نَ الغطاريفُ والعِظامُ العظامُ
 
کلُّ مجدٍ تقاسموهُ ، فهذا
شاعرٌ مبدعٌ ، وهذا إمامُ
 
و "المعزُّ" ابنُ فاطمٍ ، عزّ فيه ال
عُرْبُ ، والمسلمونَ، والإسلامُ
 
وإذا قيلَ : "صالحُ بنُ عليّ ٍ"
قيل : هذا يضيقُ عنهُ الكلامُ
 
أيُّها الأغلبُ الذي اقتحم الُجلّ
ی وشأنُ الرُّجولةِ الاقتحامُ
 
غضبةُ الله في الحياةِ إذا الشَّعْ
بُ استهانتْ بأمرهِ الحُكَّامُ
 
أنتمُ الجوهرُ المُصفَّى وبعضُ النَّا
سِ، بل أكثرُ الأنامِ رُغامُ !
 
رام قومٌ بكم لحاقاً فما نا
لُوه ، والمستحيلُ كيفَ يُرامُ ؟؟
 
أنتم المطلعون من وهجِ السَّي
فِ صباحاً إذا ادلهمَّ الظَّلامُ
 
بوركتْ بوركتْ حياتك لم يَعْ
لقْ بها یا "أبا أسامةَ (*)" ذامُ
 
لكَ في القلبِ ألفُ ذكرى من الحبِّ
وعهدٌ موثَّقٌ وذِمامُ
 
إنَّ قلبي كما تريدُ منَ الحبِّ
وجسمي كما يريدُ السَّقامُ
 
لِحْ على مقلةِ الشَّآمِ حبیباً
يهنأ اللَّيلُ ، والرُّؤى ، والمنامُ !
 
أين عطفُ الغمام للرَّوض للأو
رادِ، إنْ أظمأ الورودَ الغمامُ ؟؟
 
یا لقومي! وعزَّةُ المسجدِ الأقصى
كما تعلمونَ ذالٌ و لامُ ؟
 
یا لقومي!! وكيف لا ينزف الجُر
حُ، إذا طالعتك تلكَ الخيامُ ؟؟
 
لي حنينٌ إذا ذكرت أما يَصْ
بو لذكرى حبيبهُ المُستهامُ ؟
 
جاعتِ النارُ والحديدُ ونحن ال
رِّيُّ إن يظمأآ ، ونحنُ الطَّعامُ !!
 
بدعةُ العارِ للعمالقةِ الأحرا
رِ ، أن تسترِقَّها الأقزامُ
 
لم تناشدْهُمُ السَّلامَ، ولكنْ
يحسمُ الأمرَ في الصِّراع ِ الحُسامُ
 
كلُّ ما أرجفوا خداعٌ وأوها
مٌ ، فلا تخدعنَّكَ الأوهامُ
 
فاعتصمْ باللَّظى حديداً ، وما أج
دی بغيرِ المهنَّدِ الاعتصامُ
 
أنتمُ يا "أبا أسامة" الغطاريفُ في التا
ريخِ ، في وجههِ الوسيمِ وسامُ
 
أنتَ في ناظريه لفْتُ اختيالٍ
أنت في ثغرِهِ النَّديِّ ابتسامُ
 
أيُّها المُطلعونَ من وهج السي
فِ صباحاً إذا ادلهمَّ الظلامُ
 
تزحمونَ الرَّدى حديداً وناراً
كلَّما استصرخَ السَّلامَ السَّلامُ
 
أنتم الشُّعلةُ الوهيجةُ في الدَّر
بِ إذا المدلجونَ ضلُّوا وهاموا
 
يسجدُ الدَّهرُ خاشعاً ویودُّ ال
فجرُ في حيِّ "صالح ٍ" لو ينامُ
 
يا أمينُ الشَّآمِ باهتْ بك الدُّن
یا ، وتاهتْ على الزَّمانِ الشَّآمُ
 
أنت أعليتها نظاماً وعدلاً
بوركَ العدلُ، والعُلى، والنِّظامُ
 
أيُّها الحارسُ الأمينُ أمينُ الشَّ
عبِ ، والسَّاهرُ الذي لا ينامُ
 
أنت حقَّقتَ كلَّ ما راهنَ القو
مُ عليهِ بأنَّهُ أحلامُ
 
(*) أحد الشهداء في معارك لبنان ۱۹۸۲ وكان قائدا لأحد القطع السورية المحاربة .
© 2024 - موقع الشعر