وافي العهود/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

مِن أينَ يبدأُ بالثَّناءِ لِسانُ؟!
والوِدُّ سِفرٌ، والوفا عُنوانُ؟!

وبحجمِ تِعدادِ النُّجُومِ مناقِبًا
يسمُو بها كالفرقدينِ جَنَانُ؟!

والذِّكرُ غيمٌ، كم تحدَّرَ عاطِرًا
مَرَّ السنينِ سحابُهُ الهَتَّانُ؟!

أبقى الفؤادَ بعذبِهِ وأريجِهِ
حَيَّاً، يضوعُ بخفقِهِ الريحانُ

ماذا سأكتُبُ، والشُّعورُ تغُصُّ في
أوتارِ حُنجُرَتي بهِ الأشجانُ؟!

وبأي مُفردَةٍ أصوغُ مدامعي
شُكرًا، وقاموسُ الرِّضى الأكوانُ؟!

والشَّوقُ نهرٌ في حشايَ كأنَّهُ
حِمَمٌ يثورُ بقذفِها البُركانُ؟!

للقلبِ مِنِّي في الضُّلوعِ، يعيشُ في
تِلكِ الرُّبُوعِ مَلَاكُهُ الإنسانُ

ما زالَ يذكُرُنِي برغمِ بِعادِنا
وَافِي العُهودِ، يَهابُهِ النِّسيانُ

الآيُ، مُنقَطِعُ النَّظيرِ - وَفَاؤُهُ
هَيهَاتَ تَأتِي بمثلِهِ الأزمانُ

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر