الأربعينُ أتت/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

حسنُ ابتداءِ يَدِي، إسمٌ بهِ مَدَدِي
عَوْنِي ومُعْتَمَدِي، يا ربُّ زِدْ رَشَدِي

ذا (الآنسيُّ) لِمَ، أشْجَى بهِ أَلَمَا
بَثَّ اليَرَاعَ بِمَ، قد حَاكَ من بُرَدِ

بحرُالبسيطِ لَدُنْ، (مٌستَفعِلُنْ فَعِلِنْ)
مَخْبُوْنَةٌ (فَعِلِنْ)، كالعِقْدِ مُنْسَرِدِ

ما للمشيبِ عَلا، بالعارِضَينِ؟! ألا
يرتاثُ بي مَهَلا؟!، أمْ طالَ بي أمَدِي؟!

من حينِ عاجَلَني، هذا البياضُ ضَنَي
الصفوُ غادَرَني، هَمّي بَرَى جَسَدِي!

كم لامَ؟! عاتبَني، من كانَ يعرِفُنِي
من عتبِهِم شَجَني، قد فتَّ في عَضُدي!

لكن قِيلَ بِأنْ، شيبَ الصغيرِ دَخَنْ
يبدو بأهلِ فِطَن، لا من يكونُ رَدي

من رقَّ طابِعَهُ، أجرى مَدَامِعَهُ!
يَبيَّضُ طالِعُهُ!، هل ظنَّ مُنتقِدِي؟

أني المثيلَ لهُ!، هَمّي كَضَاحِلهُ!
علمي كجاهِلهُ!، طبعي الجفاء عَدِي!

إني جُبلْتُ على، عالي الأمورِ فلا
هَمّي يكونُ خلا، أَكْلِي ومُزدَرَدِي!

لي في المَشابِ نِعَمْ!، منها الوقارُ حَرَمْ!
تاجُ البهاءِ كَرَمْ!، بَردَاً على كَبِدِي!

والأربعينُ أتتْ، بالعمرِِ قد وَفَدَتْ
ناءَتْ بما حَصَدَتْ، ما أوْهَنَتْ جَلَدِي!

كمْ قد سَهِرْتُ بها؟!، قُرّْبِي غزالُ مَهَا
يَرتَاشُ من فَمِهَا، شَهْدُ النقاءِ نَدِي!

عاقرتُ خمرَتها، أفنيتُ لِذتَها
أُبْلَِيْتُ مِحْنَتَهَا، ما دَارَ في خَلَدي!

أنَّ السنينَ كذا!، مرّتْ كَنَفحِِ شَذَى!
كم ماتَ ذاكَ وذا، صَحْبِي وَمِنْ سَنَدِي؟!

في(قرن زيد) حَلا، عيشي بها وطَلَا
يا حُسْنَهَا نُزُلا، أيَّامُها رَغَدِي

شُمُّ الجبالِ ذُرَى!، قُرْبَ النجومِ تُرَى!
قد جَاوَرَتْ قَمَرَا، بَاهِي السَّنَاءِ بَدِي!

تِلْكُمْ (حُفَاشُ) زَهَتْ، أرضٌ بها وُرِفََتْ
بالحُسْنِ قد وُصِفَتْ، يا طيبها بَلَدَي!

صَاحَبْتُ كُلّ صَفِي، فيها وكلّ حَفِي
ما قد وَجَدْتُ وَفِي، مثلَ الكتابِ هَدِي!

سَامَرْتُ صَفْحَتَهُ، لازمتُ صُحْبَتَهُ
ما عِفْتُ صَفْوَتَهُ، ظَامٍ لَهُ وَصَدِي!

مثلَ اليَرَاعِ جَرَى، بالكَلْمِ مُنْهَمِرَا
بالفضلِ مُشْتَهَرَا، سَالَتْ بهِ زُبَدِي

مثلَ القريضِ لَهُ، فضلٌ يُخَاوِلُهُ
قد دامَ سَاجِلُهُ، طيرُ الغُصُونِ شَدِي!

من حينَ قلتُ أنا، كمْ ذُقتُ كُلَّ عَنَا؟!
كمْ قد بَكَتْ شَجَنَا، عينايَ من كَمَدي؟!

ما نِلْتُ من زَمَنِي، ما كانَ رَاوَدَنِي!
تَاهَتْ بِهِ سُفُنِي!، ما حيلتي؟! وَيَدِي

بالْعَيِّ قد حُصِرَتْ!، عن سَيرِهَا قنِعَتْ!
لكنَّ قد بَقِيَتْ، كُبْرَى المُنَى لِغَدِي

يا ربُّ مَسْألَتِي، قد لازمَتْ شَفَتِي
إحْسَانُ خاتِمَتِي، دِيْنِي ومُعْتَقَدِي

إذ ما أتيتُ غَدَا، بالذنبِ مُنْهَمِدَا
من عَفْوِكُمْ مَدَدَا، يا رَبُّ خُذْ بِيَدِي

شعر: صالح عبده إسماعيل الآنسي
الأربعاء 25-11-2015م

© 2024 - موقع الشعر