لا عَبدَ يُغني عَنهُ وَلا وَلَدُ - صفي الدين الحلي

لا عَبدَ يُغني عَنهُ وَلا وَلَدُ
ما كُلُّ عَبدٍ عَلَيهِ يُعتَمَدُ

وَلا سَليلٌ يَسُرُّهُ تَلفي
كَناضِحٍ في رِضايَ يَجتَهِدُ

ذا يَتَمَنّى فَقدي لِكَي يَجدَ ال
مالَ وَهَذا لِحُزنِهِ يَجِدُ

رَبيبُ بَيتي بَل رَبُّ نِعمَتِهِ
وَمَن بِهِ في الأُمورِ أَعتَضِدُ

يَسعى لِنَفعي بِالطَبعِ مِنهُ وَلا
يَقصُرُ في فِعلِهِ وَيَضطَهِدُ

قَد يَقطَعُ الصارِمُ المُهَنَّدُ بِال
طَبعِ وَيَمضي بِرُغمِهِ الوَتَدُ

وَهوَ القَويُّ الأَمينُ إِن عَرَضَت
لي أَزمَةٌ كانَ مِنهُ لي مَدَدُ

مَنظَرُهُ صالِحٌ وَمَخبَرُهُ
فَالبَدرُ في بُردَتَيهِ وَالأَسَدُ

كانَ لِساناً لي ناطِقاً وَيَداً
طُولى وَظَهراً إِلَيهِ أَستَنِدُ

لَم تَكُ لي دارُ مَيَّةٍ غَرَضاً
إِذ لِيَ مِنهُ العَلياءُ وَالسَنَدُ

كَفَلتُهُ يافِعاً فَكُنتُ لَهُ
كَالوالِدِ البِرِّ وَهوَ لي وَلَدُ

مُعتَقِداً فيهِ ما تَحَقَّقَ لي
مِن وُدِّهِ وَهوَ فِيَّ مُعتَقِدُ

فَقَدتُهُ فَاِرتَضَيتُ هِمَّتَهُ
وَالناسُ مِثلُ النُضارِ تُنتَقَدُ

© 2024 - موقع الشعر