إن له لحلاوة - تحية للقارئ عبد المنعم عبد المبدي - أحمد علي سليمان

حبّر الآياتِ ، طيّبْ مَعشري
واملأ الدنيا بطِيب العنبرِ

وامنح القلبَ سروراً يُشتهى
وارق – بالروح – لروض مُزهر

من أريج الآي يا طيفاً شدا
حرّكِ الدمعَ بعينِي ، واذكُر

واسكب الفحوى على قلب هفا
إن هذا الذكر يُزْكي مَعْشري

وابذر الخير على سمع الورى
إنما الذكرُ رطيبٌ وطري

وارو بالترجيع نفساً تبتغي
جنة المأوى ونهرَ الكوثر

وارفع الروحَ إلى أعلى سما
واهدِنا بالمستنير المعْطِر

وأعرني الصوت هذا ليلة
أو بع الشدو ، وإني المشتري

إنه مزمارُ داودٍ سرى
في قلوب الناس مثل الجوهر

إنه الشمس ، تناغي وهجها
تبعث الدفء بقلب الخيّر

إنه النجم مُحيّاهُ السنا
وله المعنى بهيجٌ والسّري

زخرفِ المحرابَ ، أغرقنا بُكا
واذبح الكيد بقلب المفتري

أترع المسجد عطراً والورى
ليلة زينتْ بمسكٍ مُعْصِر

واقرأ الآياتِ فينا صادحاً
تنبتُ الذكرى بوادٍ مُقفر

أيها البلبلُ أسعدْ مُهجتي
ثم أتحفني بظل السوْحر

عندليبَ الخير متعْ همتي
جفف الدمع بقلب المحجر

(بورسعيد) اليوم شادٍ فخرُها
ولها عُرسٌ بليْل أشجر

قلتُ: قد حق لها أن تزدهيْ
وتباهيْ بالزكي العبقري

من يعيد – اليوم – مجداً قد مضى
بهُدى الله المنير المُثمر

من له الفرقانُ أمسى مَعْلماً
من سعى خلف الجميع المجهر

من سما في الدين والدنيا معاً
من تسامى بالمَعين المُؤثر

إيه يا (سلمانُ) هذا ضيفكم
أكرم الضيف عظيم المَحسَر

وافتح الأبواب للقوم الألى
طرقوها في بكاءٍ مُبحر

فالتراويحُ ستهدي نورها
كل عبدٍ مخبتٍ مُستعبر

رمضانُ العامَ يمضي شاهداً
شيخنا فاقرأ بحُزن جهْوري

فاقرأ (الأعراف) في سمْع الورى
واذرفِ الدمع كماء الأنهُر

واقرأ (الأنفال) فيمن وحّدوا
وأعدْ فينا الجهاد السمهري

واقرأ (الرعد وطه والضحى)
وبياناً كان في (المدثر)

واقرأ (الإسراء والكهف) معاً
ثم غردْ ب (النبا) كالمِسْور

واقرأ (الروم ولقمان) معاً
وانحر الجهل بآي (الكوثر)

واقرأ (الطارق والأعلى) معاً
واقرأ (الفجر) بعزم الأصحر

ثبتِ اللهم عبداً قد تلا
وقِه شر المُضل الفيقر

وانفع اللهم أجيالاً به
واهزم اللهم جُند القيصر

ثم باركْ يا إلهي صوته
عز من سيفٍ فتي مُشْهَر

لا عدمنا الصوت هذا أبداً
فض فوه من عليهِ يفتري

لا حُرمناهُ مَعيناً صافياً
خذ إلهي من عليهِ يجتري

واخذل اللهم مَن كادوا له
أبطل اللهم سحرَ الحبتر

غرّه حِلمك ربي ، فانتصرْ
وأجرْنا من قطيع يمتري

حاربوا الحق ، وعابوا أهله
ولهم كيدٌ رهيبٌ يعتري

وسُكارى أتقنوا صُنع الأذى
في غثاءٍ ضائع مستهتر

رب أنت الحق دمّرْ كيدهم
وامحق اللهم زيف الجيهر

رب أظهرْهُ على أعدائه
أرسل النصر كموج الأبحُر

وتول العبد هذا ، إنهُ
يبذل النصح كغيثٍ أزهر

لم يخفْ في الله سُوآى ظالم
وكذا لم يخش بلوى الحيدر

كم يحب الحق كم يعطي له
بسخاء مستنيفٍ مُمْطر

هو يَنبوعُ المعاني والرؤى
وهْو في الإعراب فاق العُكبري

حسن السمت ، وعذب الملتقى
وهْو في التحديث مثل (اليشكري)

إن رأى معصيّة أنكرها
بهدوءٍ وبيان مُبْهِر

مثله فينا قليلٌ نادرٌ
وهْو في التصوير فاق (البحتري)

لا أزكّيهِ على رب السما
إنما أحسبه ، لا أمتري

إنما أنزلِه مَنزله
ثم في هذا حديث المُنذر

إنه مني كنفسي أو أخي
رب فانفعني بشهم خيّر

© 2024 - موقع الشعر